تمغربيت:
في الوقت الذي تحلق فيه صورة المغرب والمغاربة في سماء البلدان وأصبحت كلمة “المغرب” تتداولها الألسن في جميع الأوطان.. نصطدم بمجموعة من المنابر أو الأشخاص الذين رضعوا من لبن التفاهة وشربوا من ثدي السفاهة والسفاقة.. مختبئين تحت مظلة حرية التعبير وثقافة البعير.
وفي الوقت الذي تعطي فيه بلادنا أروع صور التلاحم والتضامن.. نجد البعض لازال يسبح في مياه التبخيس وأنهار التنكيس. وكأن هذه البلاد ابتليت بمعاول الهدم التي أصبحت تقدم خدمات مجانية لخصوم الخارج.. بل وتقتات من وراء ذلك من دُريهمات الأدسنس وكانوا في وطنهم وشعبهم من الزاهدين.
صحافة ووجوه والعياذ بالله تشتري الفضيحة بالمال وكتقلب عليها بالشمعة والقنديل.. حتى تحول الشذوذ الاجتماعي إلى قاعدة والشذوذ الجنسي إلى سلوك عادي يمكن الترويج له إعلاميا من أجل مصالح مادية ضيقة وبخسة.
وللأسف أصبح كل من يملك هاتف نقال قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة.. بل وهناك بعض البلطجية الذين لم يعودوا يستحيون من تصوير جرائمهم وتقاسمها على صفحاتهم. وهو ما يقطع أن مستوى “قلة الحيا وقلة العراض” ارتفع إلى درجة تنبئ بخطر انتقالها إلى بعض أطفالنا.. في ظل صمت البعض احتراما للمبدأ المقدس المرتبط بحرية التعبير والرأي.
إن حرية التعبير التي تقضي على الذوق العام وتخدش الأخلاق وتروج للفضيحة وتطبع مع الرذيلة تتحول إلى جريمة يجب مواجهتها. والإعلام الذي يترصد الفضائح ويقتات على سقطات شواذ الخلق هو إعلام مشترك في الشذوذ ومساهم في نشره وترويجه.
وهنا نحمل المسؤولية للمؤسسات والأجهزة المسؤولة حقا، ولكن نحمل أيضا المسؤولية للمتابع المغربي الذي يتماهى مع هذا المحتوى المنبوذ.. ويجد فيه مجالا للتنفيس والتفريغ، وكأن التنفيس لا يكون إلا بمتابعة المحتوى المنحط والمضمون الهابط.. وهو ما يعتبر سلوكا غريبا على المغرب والمغاربة يجب البدء في محاربته حفاظا على وطننا وأمن بلداننا ومستقبل أبنائنا..