تمغربيت:
في بعض الأحيان تتملك المغربي مشاعر الغضب والقلق عندما يرى تاريخه وحضارته هدفا لمخططات الكيان شرق الجدار.. ويخشى ويقول ربما تمكن اللصوص من سرقة ما ليس لهم أو على الأقل تشويه ما هو مغربي خالص، خاصة وأنهم كيان لقيط وحديث على الجغرافيا ومتطفل على التاريخ. ولكن في بعض الاحيان تحس بالشفقة على قوم تائهون بدون بوصلة ولا توجيه ولا استراتيجية ولا تاريخ ولا كينونة.. فينتهي بهم الأمر إلى التمني والحلم ليكونوا مغاربة وكفى.
مناسبة الحديث هو النقاش الذي رصدته “تمغربيت” على إحدى الشاشات الجزائرية.. عندما بدأت “مؤرخة جزائرية” تتناول التاريخ العريق وتصفه ب “المغربي”، فيتدخل المنشط ويعلق عليها “المغاربي”.. وتعود السيدة وتقول “الأرض المغربية”، فيعود نفس المنشط ليؤكد “المغاربية”، ولا ندري من أين جاءوا بهذه البدعة ومن أدخلها إلى قاموس المنطقة.. رغم ان المغرب واحدٌ أحد.
وقد نتفق على أن المغرب “عربي” اللسان، وقد نتفق أيضا أن المغرب أمازيغي الأصل والهوية.. ونتفق قطعا أننا مسلمون موحدون، لكن على المستوى التاريخي والحضاري فلا شيء يعلو على المغرب.. ولا علاقة لهذا الأخير بجغرافيا ضربها الفقر التاريخي والقحط الهوياتي وظلت لأزيد من 20 قرنا في “سبات حضاري سحيق”.