تمغربيت:
في مثل هذا الشهر، وبتاريخ: 23/9/2009، ألقى العقيد الليبي معمر القذافي.. أمام الجلسة الرابعة والستين للجمعية العامة خطابا مدته ساعة ونصف! كان أخطر ماجاء فيه: أن بلاده لا تعترف بميثاق الأمم المتحدة.. قبل أن يقوم بأخطر “حركة غريبة وغبية” حيث مزق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة تعبيرا عن فشل هذه المنظمة!
ما قاله عدا هذا، يُعد تحصيل حاصل.. فقد قال : “لا ينبغي أن يسمى مجلس الأمن وإنما مجلس الإرهاب.. وأيضا: ” الدول الأعضاء الدائمة وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا تعامل الدول الصغرى على أنها دول من الدرجة الثانية ومحتقرة”.. وأن “الفيتو والمقاعد الدائمة ضد ميثاق الأمم المتحدة”.. وأيضا “الدول التي تكونت منها الامم المتحدة شكلت مجلس الأمن وأعطت لنفسها مقاعد دائمة والفيتو في غياب 165 دولة موجودة الان في الامم المتحدة”.. كما قال وهو يقرأ من نسخة من ميثاق الامم المتحدة ان “حق النقض يخالف الميثاق انه لا يقبله ولا يعترف به”.
العقيد معمر القذافي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
بعد سنتين، وبالضبط عام 2011، ستعرف ليبيا ما سمي آنذاك ب”الربيع العربي” لكن بعنف، ولم يكن الغرب بعيدا منه طبعا.. وبعد تمزيقه لميثاق الأمم المتحدة، بسنتين وشهر تقريبا، يوم الخميس: 20 أكتوبر 2011، لقى حتفه على يد المنتفضين خارج مدينة “سِرت الساحلية” بعدما هرب منها رفقة نجله على إثر انهزام مناصريه أمام “الثوار”.. حيث تعقبوه فأخرجوه من فتحتي صرف كبيرتين لجئا إليها للاختباء.. فأصبح من كان يوما يطلق على نفسه “ملك ملوك إفريقيا” محاصرًا “مثل الجرذ في المجاري”، قبل أن يقضي الثوار على البقية الباقية من مؤيديه ثم يقتلونه شر قتلة..
متهور وغبي آخر، ليس ببعيد عن القذافي، وبعد 14 سنة، في نفس المكان وبتاريخ: 19 شتنبر 2023.. معتوه لا يقرأ التاريخ، فضلا عن أن يعتبر بدروسه، تجرأ على الأمم المتحدة، فحاول إرجاعها إلى قرارات 1991، ضاربا عرض الحائط جميع قرارات الأمم المتحدة منذ 2007 إلى يوم الناس هذا.. رئيس غير شرعي يهاجم المنتظم الدولي بعبارات لا يضرب لها حسابا مثله مثل القذافي .. فيقول: “أمام المحاولات لخلق شرعية من لا شرعية له، تقع على الأمم المتحدة مسؤولية صون مصداقية قراراتها، مع واجب الإدراك الجماعي بأن دعم التنفيذ الكامل لقراراتها هو حفظ لهيبة هذه المنظمة”.. يظن المعتوه أنه في جيجل أو برج بوعريريج، في تمنراست أو سوق أهراس، أمام المبردعين وأصحاب الأصابع الزرقاء ..
النظام العسكري في الجزائر في طريقه إلى الانقراض
هذا النظام لن يُطَوِّل (يُعَمر طويلا)، وقد ظهر العربون في نيويورك، حيث رفض بايدن لقاءه، كما رفض بلينكن نفس الطلب، كما لم يسمح لأي من هو أقل من بلينكن بملاقاته، ولا حتى أخذ صورة معه ! البرهان ظهر مباشرة دون انتظار.. فلتنتظر الجزائر الحالية مثلما حصل في السودان وسوريا والعراق ووو.. فتقسيم الجزائر إلى 3 مناطق وارد بشدة، خصوصا أن أوراقها احترقت بشكل شبه نهائي.. ولن تنتصر لها روسيا (روسيا لم تنتصر حتى لأرمينيا: حليفتها القريبة منها) وفرنسا لن تستطيع فعل شيء لإنقاذها، أمام تقزمها إفريقيا، وفرض الولايات المتحدة أجندتها في إفريقيا ضدها كما حدث في النيجر..
عمي تبون لم يعي كلمات الأغنية الشهيرة للمرحوم دحمان الحراشي “يا الرايح” :
شوف ما يصلح بيك قبل ما تبيع وما تشري
(يا النايم جاني خبرك كيما صرالك اصرالي .. هكذا راد و قدّر فالجبين سبحان العالي)
وكما صرا للقدافي .. قريبا غادي يصرالكم !