تمغربيت:
الإمبراطورية المغربية الشريفة في طريقها للإزدهار.. تحتاج فقط لمن ينفض الغبار على صفحات تاريخها المجيد ومعاركها الخالدة، والتي لا يأبى الزمان إلاّ أن يذكرها بكل مجد وفخر واعتزاز.
اليوم سنتناول شخصية عظيمة.. كان لها الفضل في فتح المغاربة للأندلس.
في هذا الصدد، وبعدما قرر طارق بن زياد فتح الأندلس.. وتقفيه لكل صغيرة وكبيرة عن أخبار تلك البلاد التي تقع ما وراء البحار، وحينما تتدخل الإرادة الإلهية تميل كفة الحق وتسير الأمور بتيسير منقطع النظير.. فقد كانت منطقة الأندلس تعيش فتن وتطاحنات بين الملك لذريق وأولاد الملك السابق غطيشة.
وبعدها بأشهر اقترح لوليان حاكم سبتة على طارق بن زياد غزو الأندلس، والانتقام من الملك لذريق بعدما نال من شرف ابنته فلوريندا.. التي أرسلها إلى البلاط الملكي هناك لتتربى تربية الأميرات.
وهكذا سارت الأمور وعزم لوليان على مد طارق بن زياد بكل تفاصيل تلك المنطقة. وهنا جاء دور بطل المهمات السرية والمعروف باسم طريف بن مالك، والذي يعود نسبه إلى قبيلة برغواطة الأمازيغية التي كانت تسكن في مناطق وادي أم ربيع، بالقرب من مدينة الرباط.. مهمة تكللت بالنجاح فالأعمال العظيمة لا تأتي بالصدفة والحظ وإنما بالتخطيط الجيد.
عبور طريف بن مالك للأندلس
سيعبر طريف بن مالك مع 500 رجل إلى الأندلس.. ليكون أول مسلم تطأ قدمه مدينة طريف (ة) التي حملت اسمه فيما بعد.. فقد كان طريف بن مالك يدرس كل صغيرة وكبيرة عن جغرافية المنطقة، وطبيعة تضاريسها، والطقس ثم قوة العدو وتعداده، بل كان طريف بن مالك على دراية.. بأن الجيوش تسير وتصمد على قدر بطونها، فقد أخد بعين الاعتبار كمية المؤونة التي تكفي لتلك الغزوة.. وغيرها من تفاصيل الدقيقة الحرب.
وقد تكللت هذه المهمة بنجاح كبير.. عقبها فتح عظيم من طرف المغاربة بقيادة طارق بن زياد لتبدأ فتوحات المغرب لبلاد الأندلس إلى أن وصلوا إلى شمال إسبانيا.. ولولا الخيانات لكانت جزءا من تراب المملكة المغربية الشريفة.. فتحناها وتفننا في بناءها وحافظنا عليها لقرون. ولا غالب إلاّ الله