تمغربيت:
في الجزء الرابع من الكتاب الجديد للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي “في زمن المعارك/العواصف – Le Temps des Combats”.. سوف نتطرق لما قالته (مغرب أنتلجنس) تحت عنوان: “بالنسبة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي: “نحن في فرنسا لا نُقيمِّ بما فيه الكفاية كم أن المغرب محظوظ أن يكون له ملك مثل محمد السادس”.
بعض المقاطع من الكتاب الأخير للرئيس الفرنسي السابق الصادر عن طبعات فايارد.. تشكل شهادات وانطباعات شخصية مفعمة بالحب والاحترام اتجاه المملكة المغربية وشعبها وملكها.
ملك المغرب ملتزم ومتمسك بالديمقراطية والحريات
يتذكر نيكولا ساركوزي في لقاء له مع الملك محمد السادس، حين أخبره هذا الأخير عن رغبته في القيام بتحول ديمقراطي(دمقرطة) وتحديث للمغرب. وقال ساركوزي “لقد كان يدور في ذهنه (آنذاك) بالفعل إصلاح الدستور (2011) الذي سمح للمغرب بأن يكون، من بين جميع البلدان العربية، واحدًا من القلائل الذين لم يعرفوا الربيع”.
لقد كان ملكاً استراتيجيا في تدبير المرحلة
لقد كان ملكاً استراتيجياً بقدر ما كان صاحب رؤية، كما وصفه ساركوزي.. “كانت رؤيته لمسألة الإخوان المسلمين جريئة وذات بعد نظر وحكمة. ويذكر ما قاله محمد السادس “إذا فازوا في الانتخابات التشريعية، فسأُعيِّن أحدهم رئيسًا للوزراء. من الأفضل أن يواجهوا واقع السلطة بدلاً من أن يُصبحوا شهداء بزجهم في السجون.. كانت خطة عبقرية، أو ضربة معلم..”.
ويعترف ساركوزي أنه كان من الصعب تصديق ذلك.. “ومع ذلك، فهذا ما فعله بالضبط.. فبعد بضع سنوات حاز الإخوان المسلمون على أقل من 10٪ من أصوات الناخبين المغاربة! ونجح الملك محمد السادس في رهانه. وكان الوحيد الذي فعل ذلك. لقد أثبتت الحقائق أنه كان على حق”.. يقول الرئيس الفرنسي السابق متعجبا.
على نهج الحسن الثاني
ما قاله ساركوزي، يذكرنا بنصيحة الحكيم الراحل الحسن الثاني حول نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر بعدما ألغى العسكر نتائج الانتخابات.. وقتل المسلسل الديمقراطي الفتي بالجزائر لتبدأ بعدها عشرية دموية سوداء.. قال حينها، جوابا على الإعلام الفرنسي في أحد اللقاءات الصحفية، أنه لو جرى هذا في المغرب لزكى نجاحهم وتركهم يمارسون مسؤولياتهم كغيرهم من الأحزاب وبعد انتهاء فترة حكومتهم سيواجهون الشعب والناخبين وربما سيخسرون..
لم يقع هذا في عهده، لكن ساركوزي يقدم شهادته على الملك محمد السادس، الذي قال له نفس الكلام في لقاءات من قبل، وهو ما قام به فعلا.. فترك الحزب الإسلامي التوجه، يقيم حكومته ويتولى رئاسة الحكومة، وبعدها ببضع سنين خسر الإسلاميون خسارة مدوية.. وفي هذا كان ملك المغرب الحسن الثاني وابنه محمد السادس، يمتلكون النظرة المستقبلية والاستراتيجية والحكمة في اتخاذ القرارات الصائبة لمصلحة البلاد والمؤسسات والأحزاب المغربية في إطار الانتقال الديمقراطي والحقوقي بالمملكة المغربية..