تمغربيت:
في الحلقة الماضية، تطرقنا لمقالة “المغرب الدبلوماسي MAROC DIPLOMATIQUE”.. حول ما جاء في الكتاب الجديد للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من إشادة بالملك محمد السادس والمملكة المغربية.
وبما أن الكتاب يعد شهادة سياسية وتاريخية وذاتية لرئيس فرنسا السابق.. فقد اهتم به الإعلام بشكل كبير.. حيث كُتبت حوله مقالات، من زوايا وأجزاء متعددة..
القدس العربي.. اعترافات ساركوزي
في هذا السياق، كتبت “القدس العربي” اللندنية مقالا حول الكتاب، اهتم بالتحديد عما كشف عنه نيكولا ساركوزي من تفاصيل لقاءاته بالزعماء المغاربيين.. الملك محمد السادس والرؤساء بن علي والقذافي وبوتفليقة.
كتاب ساركوزي الذي أنجزه في فترة الحجر الصحي، حسب صحيفة “لوفيغارو”، كشف من خلاله عن لقائه بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي؛ فوصفه بـ”الشخصية الغربية.. ذات الوجه المنفوخ”، بسبب الجراحة التجميلية.. وكانت رئيسا تنقصه العفوية. ومع ذلك اعتبر نيكولا ساركوزي أن بن علي كان ينظر إلى العالم بشكل أكثر واقعية مقارنة بنظرائه الآخرين في الدول المغاربية.
تعقيبي الخاص : تبقى عبارة “أكثر واقعية”، في نظري، حكما قيميا أطلقه نيكولا ساركوزي وهو مخطئ بدون شك.. فابن علي هرب وعزله الشعب، ورجعت تونس بعد 2011 إلى الوراء بعقود وعقود وتركها تعيش في فوضى سياسية وحقوقية واجتماعية واقتصادية إلخ.. فعن أي واقعية يتكلم ساركوزي هنا؟ اللهم إن كان ساركوزي يريد من عبارة “الأكثر واقعية ” بمعنى الأكثر انصياعا وتبعية لفرنسا !! فالأكيد أننا نتفق معه في هذا المعنى.. وهذا ما أوصل ابن علي وتونس لهكذا وضع.
ساركوزي والقذافي.. التهرب من المسؤولية
ساركوزي كشف أيضا عن لقاءاته بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فكان يصفه ب”الأمي” حيث قال أنه لا يتحدث لا الفرنسية ولا الإنجليزية، وبالتالي كان يتوجب على كل واحد منهما اللجوء إلى مترجم. كما لم يفوت الفرصة للإشارة إلى أن القذافي كان ينطق بأصوات وكلمات لا يفهمها.
ما قاله ساركوزي عن القذافي يفهمه العرب المتابعين لمسيرة وخطابات القدافي، الذين يعتبرونه “مهرجا” أو “ظاهرة صوتية” “وشخصية غير مثقفة وغير واقعية”..
ساركوزي والجزائر.. اللقاءات مع بوتفليقة سببت لي آلام حادة
في نفس الكتاب، وقف نيكولا ساركوزي كثيرا عند لقاءاته مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.. مؤكدا، أنه كان يعاتبه بسبب الميول المحتملة للسياسة الخارجية الفرنسية نحو المملكة المغربية.. و موضحا في الوقت نفسه أن لقاءاته ببوتفليقة كانت مدتها طويلة، قد تستمر لثلاث ساعات، وأن الرئيس الجزائري السابق كان يفضل الجلوس إلى جواره وليس وجها لوجهه، مما تسبب له بآلام حادة في الرقبة عقب انتهاء أحد اللقاءات بينهما.
وهذا فعلا ما نعاتب عليه نحن المغاربة جميع رؤساء الجزائر.. فبوتفليقة “بروتوتيب” ونموذج لهم كلهم: رؤساء يخشون تفضيل فرنسا للمغرب على حسابهم، بل متخوفون من هذا الأمر بدرجة مقلقة ومرضية.. رؤساء يكثرون الكلام لقول أي شيء ولا شيء.. رؤساء لا يستطيعون رسم علاقات مع فرنسا وغير فرنسا دون إدخال المغرب في الحوار والحسبان.. ولسان حالهم يقول: المملكة الشريفة عقدتنا الأبدية.
الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في كتابه الجديد: “في زمن المعارك/العواصف – Le Temps des Combats”، وصف الملك محمد السادس، بأنه “ذكي جداً” وبأنه “شخص لطيف، يميل إلى الفكر الفرانكفوني”. واعتبر ساركوزي أن محمد السادس يمزج بين صفات “السلطة والذكاء والإنسانية”.
فرغم انتقاد ساركوزي لصفات وتصرفات وسلوكات الرؤساء الثلاث، إلا أن الملوك تفرض هيبتها واحترامها على الجميع ، كما كان الحال مع جيسكار ديستان وجاك شيراك وغيرهم الكثير