تمغربيت:
منذ عهد بوتفليقة، والملك محمد السادس يمد يد المصالحة مع الجزائر ويدعو لفتح الحدود وبناء المغرب الكبير إلخ .. وفي آخر خطاب للعرش، أكد جلالته أيضا للجزائر أن المغرب لن يكون أبدًا مصدرا للشـر أو المشاكل..
وفي هذا كله، لا تنطق الخطابات الملكية عن ضعف ولا تتسم بطبيعة انفعالية آنية أو ظرفية .. بل مؤسسة على منظومة قيم أخلاقية وسياسية وبعد نظر استراتيجي..
اليد الممدودة تقليد مغربي
سياسة اليد الممدودة قام بها المغرب وما زال؛ وملف صحرائه يعرف نجاحات سياسية وقانونية منذ 2007 على مستوى مجلس الأمن الدولي.. واعترافات بمغربية الصحراء تقوم بها الدول العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل و11 دولة أوربية والدول الإفريقية والعربية.. والقنصليات تفتح كل حين بالعيون والداخلة.. ودعم الحكم الذاتي يتزايد كل حين..
اليد الممدودة من موقع قوة
سياسة مد الأيادي البيضاء يقوم بها المغرب وهو خارج بانتصار كبير تمثل في عودة العلاقات المغربية/ الاسبانية و اعترافها بمغربية الصحراء.. وعودة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لمستويات غير مسبوقة.. ودفعة قوية للعلاقات الألمانية/ المغربية.. وتطور كبير في العلاقات المغربية/ الأمريكية .. إلخ
اليد الممدودة البيضاء مسلسل دأب عليه المغرب منذ قرون كما يشهد عليه التاريخ:
فقد احتضن المغرب “مجموعة وجدة” بالشرق المغربي ومدها بالسلاح والمال والأدوات اللوجستية إلخ.. وقد دعا كلا من الملك محمد الخامس والحسن الثاني إلى استقلال الجزائر كم داخل هيئة الأمم المتحدةّ
كما أجرى المنتخب المغربي مقابلة مع المنتخب الجزائري ،الغير معترف به فرنسيا ودوليا، عام 1958.. كدعم سياسي لحرب التحرير من أجل استقلال الجزائر.. متحملا عقوبة التوقيف لعامين من طرف “الفيفا” ووو.
ورغم كل هذه المحطات التاريخية المشرقة التي دفعت فيها المملكة الشريفة ضريبة حسن الجوار والتضامن مع الأشقاء في الجزائر.. فعلى الجانب الشرقي من الحدود، لا يأتينا منها إلا العداء المتمثل تارة في قطع العلاقات من جانب واحد.. أو قطع الرحلات الجوية.. أو قطع أنبوب “ميدغاز” المار عبر المغرب نحو أوربا.. أو دفع الرئيس التونسي لاستقبال رئيس عصابة البوليساريو الانفصالية الإرهابية .. واتهام المغرب في كل ما يحدث من أزمات ومآسي بالجزائر حتى لو تعلق الأمر بحرائق الغابات أو إتلاف عشب ملعب لكرة القدم أو نقص في المواد الغذائية الأساسية..