تمغربيت:
في سلسلة سنتطرق فيها لأعظم الشخصيات المغربية، التي قدمت الكثير للحضارة الإسلامية.. وكان لها تأثير كبير في تطوير العلوم والمعارف.. سنعيد التعريف بهم، وننفض عليهم غبار النسيان والإهمال، في محاولة تقريبهم من المغاربة الذين ربما ليسوا على اطلاع بما أنجبته هذه الأرض الشريفة.
شخصية اليوم: الجغرافي الشريف الإدريسي
شخصية اليوم هي شخصية مغربية عظيمة وجليلة، اشتهرت وداع صيتها في زمانه.. وكان نابغة في الجغرافيا وعدة علوم كعلم النبات، كما كان مؤرخ وكاتب ورسام خرائط لا يشق له غبار. بل وأحد مؤسسي علم الجغرافيا الحديثة.
هو الشريف الإدريسي بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن يحيى بن علي بن حمود الإِدرِيسي الهاشمي القرشي، ولد سنة (1100- 1166م) بسبتة في شمال المملكة المغربية الشريفة. عاصر حقبة المرابطين، وألف كتاب يعتبر من كنوز العلم والمعرفة والذي عنونه ب “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”، والذي استغرقت كتابته أكثر 10 سنة.
رسام أولى خرائط العالم..
كما رسم الشريف الإدريسي، أول خريطة في منتهى الدقة للعالم.. وحدد فيها الاتجاهات والبحيرات والمرتفعات وحدود الدول، بل وحتى موطن القبائل. وتم اعتماد هذه الخريطة لقرون من الزمن، كما تعتبر هذه الخريطة الأساس والركيزة التي بنى عليها الاوروبيون حضارتهم.. خصوصاً في عصر النهضة.
فمن يظن أن هذه الخريطة قد انتهى أجلها فهو مخطأ، فمازال يرجع إليها العلماء المسلمين، لتحديد بعض المواقع، التي لازالت تعتبر مبهمة في عصرنا الحالي.. فقد سخّر الشريف الإدريسي رحمه الله، علمه وقلمه لخدمة العلم لينير به طريق وطنه خاصة والأمة الإسلامية بشكل عام.
هو بحق أحد أعظم الشخصيات المغربية.. والذي ساهم بعلمه وقلمه في فهم جغرافيا العالم.. ومكن العرب والغرب بجميع دياناتهم من استكشاف عوالم جديدة، ظلت مجهولة على البشرية لقرون.
ويمكن الجزم بأنه لولا الشريف الإدريسي ومن ساروا على دربهم لما وصلنا إلى اختراع أنظمة تحديد المواقع (GPS).. وغيرها من التقنيات التي متحت من علم هذه الشخصية المغربية والتي يعتبرها الكثيرة مؤسسة علم الجغرافيا والخرائط في منطقة البحر الأبيض المتوسط.