تمغربيت:
“الثقة فالوثيقة”، والوثيقة هي السلاح الذي نفضح به كذب الكاذبين وأراجيف المرجفين.. والذين ادعوا أن المغرب خان الأجير عبد القادر وتحالف مع الفرنسيين ضده، وهي الأكاذيب التي وجدت طريقها إلى نفوس من ليس له حظ في قراءة ولا في بحث.
غير أن الاطلاع على المراجع الأولى تكشف لنا حجم الخيانات التي تعرضت لها “جغرافيا الجزائر” أولا.. ثم المغرب وسوريا ومصر من طرف الأجير.. والذي امتشق سلاح الخيانة وامتطى جواد العمالة أينما حل وارتحل.
في كتاب “الجديد في علاقات الأمير عبد القادر مع إسبانيا وحكامها العسكريين بمليلية”.. والذي كتبه كل من الجزائري يحي بوعزيز والإسباني د. ميكيل دو إيبالزا.. ويتناول الرسائل بين الأجير عبد القادر وحكام إسبانيا، لنجد أن الخارجي عبد القادر ننسج علاقات جد متميزة مع الإسبان على حساب جهاد القبائل الريفية المغربية لتحري مليلية المحتلة.
ومن خلال الرسائل يتبين أن الأجير ساعد الإسبان في إفشال العديد من الهجمات المغربية على مليلية المحتلة.. كما قام بإخضاع القبائل الرافضة للوجود الإسباني في الثغر المحتل، بالإضافة إلى تنسيق مع الإسبان من أجل محاولة إخضاع الإمبراطورية الشريفة، في مقابل ترتيبات مع الإسباني تقضي باحتلالها للمدن الساحلية للمملكة المغربية في مقابل سيطرة الاجير على المناطق الداخلية والتي تشكل امتدادا للمناطق التي كانت تدين له بالولاء خاصة في الإقليم الوهراني.
هو إذا مخطط الأجير الذي وضع نفسه تحت حماية إسبانيا المسيحية في الوقت الذي كفر فيه سلطان المغرب الذي بايعه المغاربة كأمير للمسلمين.. وحلم أن يكون سلطانا على المغرب والمغاربة.. غير أن الله جل وعلى قبح سعيه وأجهض حلمه لتستمر الإمبراطورية المغربية شامخة لا تمسها سهام المستعمر.. ولا تنال منها مكائد شرار الخلق ولا دسائس أهل الشرق.