تمغربيت:
بعد طرد رواند وبوركينافاسو ومالي، لفرنسا من أراضيها.. جاء دور النيجر.. فالأفارقة نفضوا غبار التبعية عن وجوههم.. وانتفضوا ضد المستعمر القديم الجديد : فرنسا الكولونيالية.. ولا حديث اليوم وقبل بضع سنين، سوى عن نهب فرنسا لخيرات إفريقيا.. فالشعوب الإفريقية عاقت وفاقت؛
الأفارقة فاقوا بأن فرنسا تنهب يورانيوم النيجر من أجل تمكينها من الطاقة الكهربائية.. وانتبهوا إلى أن احتياطي الذهب الهائل الذي تتوفر عليه فرنسا والذي يصنفها الرابعة عالميا، يأتيها بطرق ملتوية من مالي.. وفهموا بأن حديد معاملها الذي تستعمله في صناعاتها القوية يأتيها بثمن بخس من موريتانيا..
لقد تفطن الأفارقة والعالم إلى أن النفط والغاز الذي تستعمل باريس لاستهلاك الطاقة المفرط، سواء من أجل راحة الفرنسسيين أو من أجل الخدمات وصناعاتها المتنوعة.. يأتيها من الجزائر والسنغال بأثمان تفضيلية.. وما تحتاجه صناعة الخشب يأتيها من الغابون بأرخص الأثمان.. كما تفطنوا إلى أنها تنهب معدن الكولتان المستعمل في الصناعات التكنولوجية من الكونغو..
أما صناعات فرنسا الخاصة بالشوكولا الفرنسية ذائعة الصيت الواسع والأثمان الغالية، ففرنسا توفرها على ظهر الطبقة الكادحة من شعب ساحل العاج، مقابل فرنكات معدودة..
ففرنسا، وبنهبها منذ عقود لثروات إفريقيا واستغلالها لشعوب إفريقيا ويدها العاملة الرخيصة، تنمو وتستغني لكي يعيش شعبها الوَفرَة ما فوق الشَّبعَة.. بينما تساهم في تفقير شعوب إفريقيا..
هذا ما وقع منذ عقود.. وهذا ما أثار حفيظة وغضب الشعوب الإفريقية.. وهذا أحد الأسباب المهمة التي جعلت دولا تنقلب على أنظمتها الموالية لفرنسا والمتحالفة معها مقابل حمايتها والتستر على فسادها وفشلها.. وما نظنها إلا البداية، بداية نهاية التواجد الفرنسي بإفريقيا.