تمغربيت:
عالم الوهم الافتراضي و مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كل ممنوع مرغوب، وكل خطأ صائب ، والأخطر كل ما يضر فهو متاح. والتنمر والإساءة من أجل جلب المشاهدات والقناطير المقنطرة من الاعجابات، ظاهرة باتت معتادة في عصرنا الحالي بكثرة.. ولم تعد الإنسانية مبدأ فطريا بل أصبحت مكتسبا لمن استطاع إليها سبيلا، فأصبحت بذلك الأحاسيس والشعور بالأخرين إشاعة، وكسر الخواطر أصبح موضة العصر، واحترام الخصوصية بات منعدما.
الحياة صعبة مع هذا الواقع
الحياة أصبحت صعبة بشكل جدي، حيث أصبح التنمر صفة يتفاخر بها المتنمر بين أمثاله.. و عدم الاكتراث لجروح القلب العميقة مع كل كلمة تنطق قصد الإساءة، لم يعد أمرا غير مقبول خصوصا عندما يتعلق الامر بمواقع التواصل الاجتماعي.
وسائل التواصل الحديثة، باتت وسائل دمار شامل لنفسية جل من تعرض للتنمر وراء خيوط الشبكة العنكبوتية، فمنذ أن أزيح الستار عن الخصوصية أصبحت المشاعر على شاكلة اناء الأكل المكشوف المعرض لتطفل كل الحشرات عليه، أصبحوا المتطفلين والمتنمرين يحظون بشعبية وقاعدة جماهرية ممن تهمهم التفاهة واللا إنسانية، دون ضمير أو رحمة.
انعدام الإنسانية ، وموت الضمير، أسباب كافية لعيش حياة نكراء دون مشاعر طاهرة أو نفسية مستقرة.
فرحمة الله على وُد قد اندثر، و خاطر قد انكسر وقلب بالإساءة قبر.