تمغربيت:
الصورة تجمع الراحل ياسر عرفات بالراحل صدام حسين..
صورة تجمع بين رئيس السلطة الفلسطينية الذي كان ما يزال يناضل من أجل دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.. حيث كانت له الشجاعة السياسية في القمة العربية لعام 84 التي احتضنتها الجزائر لكي يعترف تحت تصفيقات الشاذلي بن جديد والعرب أجمعين بقيام فلسطين إلى حدود 67 وعاصمتها القدس.. إلى جانب دولة إسرائيل (اعتراف فلسطيني تحت الرعاية العربية والرعاية الجزائرية الخاصة، بدولة إسرائيل، بالواضح ودون مزايدات ولا مغالطات ولا بلابلابلا)..
هي صورة تجمعه بصدام حسين وزعيم عراق الحزب الواحد والوحيد.. وزعيم إحدى دول ما يسمى بدول الممانعة ودول اللاءات الثلاث التي أفرزها مؤتمر الخرطوم وبلابلابلا.. هذه الدول التي تعيش حاليا على نغمات التقسيم والحروب الأهلية وووو
الكل مبتسم والكل راضي بالتطبيع.. والشعارات للمغرر بهم
في الصورة الكل يبتسم : الأول المعترف بإسرائيل والثاني الذي يلعب دور الممانع (في المِشمِش)على شاكلة “يتمنعن وهن الراغبات.. في تناقض تام. لكن هذه هي حال الجمهوريات والقوميات العربية، فلا غرابة في الأمر.
احتلال الكويت
لكن ليس هذا موضوع مقالتي اليوم، فقط ذكرتني الصورة بتاريخ اليوم: 2 عشت 1990.. حيث تم الغزو العراقي للكويت من خلال هجوم للجيش العراقي على الكويت انتهى بعد يومين فقط بالاستيلاء على البلاد كاملة..
العراق وكل القومجيات العربية ودول الطوق والممانعة وبلابلابلا يستطيعون الهجوم والاستيلاء على بني جلدتهم في سرعة البرق.. لكنهم أبدا لا يستطيعون فعل شيء من هذا القبيل من أجل فلسطين والهجوم على إسرائيل.. عدا الاحتفاء بصور وقبلات ولقاءات مع الزعيم الفلسطيني الفلاني وزعيم المقاومة العلاني.
طبعا، بعد 7 أشهر وأسبوعان، تحررت الكويت وانتهى الاحتلال العراقي لها بتاريخ 26 فبراير 1991، بعد ما سمي بحرب الخليج الثانية..
العرب وقفوا مع الكويت وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية في الشرق، والمملكة المغربية في الغرب.. لكن الجزائر كالعادة، عادة الخيانة والغدر، عادة تشتيت الأمة في الواقع ورفع شعار جمع الشمل (في المواقع والإعلام والمشمش).. اصطفت مع المحتل، مع العراق، الأمر الذي سيبقى عارا في جبين هذا البلد وهذا النظام.. خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يقف فيها هذا النظام العسكري الدكتاتوري مع المحتل ضد المسلمين وغير المسلمين.. وليس احتلال أفغانستان ببعيد.. وليست أزمة صخرتي تورا ببعيد.. وليس تقسيم السودان ببعيد والأمثلة كثيرة في هذا المجال..
والأغرب أن ياسر عرفات الذي كان يشكو من الاحتلال لوطنه وقضيته وشعبه، يقف مع المحتل صدام حسين ويصطف مع العراق ضد الكويت ويؤيد احتلالها.. وهذه خسة ما بعدها خسة أرى من واجبي ذكرها في هذا اليوم الأسود بالنسبة للأشقاء في الكويت.. 2 غشت 2023..
للإشارة فالتاريخ لا يرحم .. لا الجزائر ولا السلطة الفلسطينية ولا غيرهما ..
فهذا تاريخ موثق .. وتاريخ معاصر ماشي بعيييد .. لا أقصد به الشماتة في هذا البلد أو تلك القضية … لكن التاريخ يبقى أفضل شاهد على المعدن الحقيقي للشعوب والأنطمة والحركات وووو
وهذا ما كان .. واللي ما عجبو حال ينطح راسو مع الحيط ..
المغرب أولا وأخيرا ولاغالب إلا الله.