تمغربيت:
إن التهجم على قناة فرانس 24 الدولية ووصف “وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ال APS” هذه القناة ب”الحثالة”.. بهذا الأسلوب الدنيء يدل على خشية النظام وضعف حجته وقلة حيلته أمام الإعلام وأمام الحقيقة التي يعري عليها الإعلام.
لقد التجأ إعلام النظام إلى أسلوب المافيات وأسلوب الصعاليك.. فوصفُ الحثالة يدخل ضمن “العنف اللفظي” ويظهر مدى خوف العسكر من الإعلام ومن التقارير الخاصة.. وكذا الخوف من وعي الشعب والخوف أيضا من تداعيات مثل هذه التقارير الإعلامية.
عنف لفظي يظهر خوف النظام العسكري
هذا العنف اللفظي يظهر مدى الضعف الذي يتميز به هذا النظام إذ لا يستطيع الحوار والمناظرة.. فأصبح يلتجأ إلى أسلوب السب والشتم أو يلجأ إلى أسلوب الإرهاب الفكري والعنف اللفظي.
وقد ردت قناة “فرانس 24″، التي تمولها الحكومة الفرنسية، على ما وصفته بالمقال “العنيف للغاية لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية APS.. فأوضحت “فرانس 24″ أن الحرائق نشبت في كل حوض البحر الأبيض المتوسط. وفرانس 24 غطتها من دون أي معالجة حصرية، وخاصة بفضل مراسليها في اليونان وصقلية.. وقالت إن ”الحرائق في الجزائر لم تكن لها أي تغطية خاصة”.
وأضافت أن “كلام الوكالة الجزائرية التشهيري والمبالغ فيه، واستخدام الشتائم والإهانات، أمور سخيفة.. ولا سيما عند الحديث عن تغطية كوارث طبيعية مأساوية ومؤلمة”.
وقالت فرانس 24 إن “القناة تعبر عن تعاطفها مع الضحايا أيا كانوا.. والتجاوز الموجود في هذا النص يعيب من كتبوه”.
العسكر يهاجم الإمارات
كما تهجم إعلام العسكر في الأسبوع الماضي أيضا على دولة الإمارات بحياكة سيناريوهات تدور كما العادة حول نظرية المؤامرة على القوة الضاربة (فالحيط).. فقد التجأ العسكر الجبان إلى وصف أبو ظبي بعاصمة “التخلاط” الذي يعني عاصمة المؤامرات.. في إشارة إلى وجود تآمر ومخطط إماراتي مغربي يهدف إلى التجسس على الجزائر. مع أن الجزائر ليس لديها ما يخيف وكل شيء فيها مفضوح أصلا..
للإشارة فالنظام الجزائري الجبان سبق له، عبر أحذيته الإعلامية، أن أشار إلى قرار طرد السفير الاماراتي قبل التراجع عن هذا الخبر في إشارة ودليل على تخبط وتجاذب داخل أجنة العسكر الحاكم.
كما تهجم إعلامها أيضا على دعم الإمارات لتونس بوصفه ابتزاز للجزائر وكأن تونس غير مستقلة بل ولاية تابعة الجزائر.
وسبق أن ألصق هذا الإعلام العسكري تهمة تهريب القرقوبي “الأقراص المهلوسة” من ليبيا، بالإمارات ومؤامرة إماراتية.
قلنا عن هذا النظام المُتَّكل كليا على نظرية المؤامرة في تدبيره لأي مشكل وأي فشل يقع في الجزائر ومؤسسات الدولة بأنه جبان.. لأن الأمر يقتضي إصدار بيانات من الخارجية الجزائرية ضد الخارجية الإماراتية وليس الاختباء وراء الإعلام البئيس.. وهذا لا تستطيعه الجزائر طبعا لأن الإمارات تمتلك مفاتيح كل موانئ الجزائر وشركات التبغ والحديد بالجزائر ووو.. فضلا على أن أسرار الجنرالات وأموالهم بيد الإمارات والمخابرات الإماراتية..
إن أكبر “خلاط” وأكبر متآمر على الدولة الجزائرية ومؤسساتها والشعب الجزائري هو العسكر الحاكم وليس المغرب ولا فرانس 24 ولا الإمارات ولا ولا
هذا النظام خلاط وجبان ولا يحق له التدخل في باقي القنوات الإعلامية لا في فرنسا ولا موريتانيا ولا تونس ولا الإمارات ولا ليبيا.. ولا يحق له التدخل في شؤون تونس أو ليبيا أو موريتانيا سواء بخصوص اتفاقاتهم السيادية أو بخصوص إعلامهم..
فإلى متى يبقى هذا النظام مختبئا وراء نظريات المؤامرة التي لا تنتهي؟ أما آن الأوان ليتصدى هذا العسكر لعمق أزمة الجزائر؟ فيسلم السلطة للمدنيين، ويقر بنظام ديمقراطي تتبارى فيه الأحزاب بكل حرية ومسؤولية؟ وماذا عن الشعب؟ هل يعي الشعب أن أزمته تكمن في أمرين اثنين : حكم العسكر ودعم البوليساريو ؟ أما آن له أن ينتفض؟ أم أن العشرية السوداء كانت دموية لدرجة أنها أدخلت الجميع إلى الجحور والكهوف ؟؟