تمغربيت:
صدمة الجميع
صدمة الاعتراف الإسرائيلي جعلت خطاب هؤلاء المرجفين يبوح للسامع والمشاهد بخلط عجيب وغريب في الكلام لا يستقيم معه لا منطق ولا مبدأ.. حيث عبروا على تعجبهم بترحاب المغاربة بهكذا اعتراف إسرائيلي.. والسبب هو أن إسرائيل دولة محتلة..
ونقول لمثل هؤلاء وأولئك أن ربط القضية الفلسطينية بقضية الصحراء لا يستقيم أبدا.. والخلط بينهما كالخلط بين الزيت والماء لا يجتمعان في خليط متجانس. كما نقول لهم ما دخل إسرائيل كمحتل وإسرائيل كدولة معترف بها في الأمم المتحدة.. بل قوة عظمى في جميع المجالات العلمية والتكنولوجية والمدنية والعسكرية.. ناهيك عن قوتها المتغلغلة في لوبيات صناع القرارات السياسية والمالية في العالم ؟
إسرائيل اعترفت بالسلطة الفلسطينية قبل اعترافها بالصحراء ولم ينكر أحد
ونقول لهم أن إسرائيل اعترفت بالسلطة الفلسطينية عبر اتفاق أوسلو منذ 1993 وهي مغتصبة لأرض فلسطين.. فما المانع من أن تعترف بمغربية الصحراء ؟؟مالكم، كيف تحكمون؟
وكذلك اعترف الفلسطينيون بإسرائيل عبر اتفاقيات أوسلو منذ 1993 وهم المغتصبون لأرضهم؟ فما لكم كيف تحكمون وكيف تخلطون بين الأمور؟
ونقول لهم وللناعقين الجزائريين، أن ياسر عرفات في القمة العربية المقامة في الجزائر عام 1984 أمام الشاذلي بن جديد (رئيس القمة)، اعترف بدولة إسرائيل ودعى حينها بدولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس (إلى جانب دولة إسرائيل).. وهو ما صفق له الجميع وصفقت له الجزائر بحرارة.. والجزائر هي من احتضنت هذا الحدث ومنها انبعث هذا القرار وهذا المبدأ.. فما لكم كيف تفكرون؟
فهل اعتراف ياسر عرفات واعتراف العرب أجمعين والجزائر على الخصوص في قمة 84، بدولة إسرائيل أهون عليكم من اعتراف إسرائيل بوحدة المغرب الترابية؟ ما لكم كيف تزنون الأمور؟
إسرائيل أمر واقع والبوليساريو وهم شائع
ونقول لهم أن إسرائيل دولة عظمى ومعترف بها في الأمم المتحدة منذ 1948 ولها سيادتها وقراراتها.. وهي من بادرت بالاعترف بوحدة المغرب الترابية.. فما لكم تزايدون على إسرائيل وترحيب المغاربة بهكذا قرار يدعم حقهم وعدالة قضيتهم ؟ فإن كانت الدبلوماسية المغربية قوية إلى حد اصطفاف الدول العظمى إلى جانب المغرب مثل أمريكا و10 دول أوربية والآن إسرائيل، فما الذي يضركم ويضيركم ويغيضكم من هذه القوة الدبلوماسية؟
ونقول لهم أن المغاربة لا يرحبون باعتراف الدول بوحدة مملكتهم كسند سيمكنهم من ربح ملف الصحراء .. يا أغبياء .. فالمغرب ربح القضية وأخرج الاستعمار وفرح المغاربة وشبعوا فرحا عام 1975 وانتهى هذا الشكل من الفرح منذ 48 سنة.. وإنما الأمر يتعلق، يا أغبياء، بمساهمة واعتراف دولي بعدالة قضيتنا المركزية، أمام تعنت من يدعون الجورة والإسلام هوووك، لحل ما تبقى منه سياسيا وإقليميا لا غير.. وبالنسبة للمغرب، فإن بقاء هذا الملف في مجلس الأمن أو سحبه قريبا، بحال بحال ولا يشكل فرقا.
الاعتراف الإسرائيلي بالنسبة للمغاربة أثلج صدورهم لكونه عرى على الأفعى الفرنسية كما على الموقف الفلسطيني المخجل، والبعيد عن الموقف القومي والإسلامي.. كما عرى وفضح الجزائر كعدو أول وأخير للمغرب والمغاربة وأن نظامها العسكري هو من وراء افتعال واستمرار هذا النزاع الإقليمي.
ونقول لهم هكذا أنتم وهكذا ستبقون وهكذا هي الجزائر.. تشتكون وتصرخون كلما اعترفت دولة عظمى بمغربية الصحراء لأنه اعتراف بقوة الدبلوماسية المغربية التي وضع استراتيجيتها الملك محمد السادس وسلمت مفاتيحها للسيد بوريطة، الذي أطاح بعدد من وزراء الخارجية الجزائرية..
لقد صدمت البوليساريو حتى صاح إبراهيم غالي مناديا بتكثيف الهجوم على المغرب.. عسكريا.. وهذا يدل على هول الصدمة وقوتها..
نعم.. يفرحنا الموقف الإسرائيلي بقدر ما يحزننا الموقف الفلسطيني ونشفق على الموقف الجزائري ونسخر من الموقف الفرنسي.. واعتراف إسرائيل لم ولن يغير موقف المملكة من عدالة القضية الفلسطينية .. ولا يجوز الخلط بين قضية احتلال فلسطين واعتراف إسرائيل بالصحراء المغربية.