تمغربيت:
الحقيقة أن الدلالة الكبرى والرمزية الدقيقة لعبارة “عاش الملك” تعرفها شعوب الإمبراطوريات والملكيات، تحديدا، يوم يموت ملك البلاد ويتولى مكانه مباشرة، في استمرارية تلقائية للعرش الملكي، ولي ووريث عرشه.
فيقال في مثل هذا الحدث: “مات الملك” .. “عاش الملك”.. في إشارة بالغة على أن الملكية مستمرة والعرش ليس شاغرا.
عكس الجمهوريات التي عرفت الكثير منها خصوصا في المعسكر الشرقي والبلاد العربية أيضا، التكتم التام لشهور وشهور عند موت “الزعيم” إلى حين ترتيب البيت الجمهوري الجديد “للزعيم الجديد”.
ففي مثل هذا اليوم: 23 يوليوز من عام 1999م. وكان يوم جمعة، بدأت إشاعات وأخبار وهمسات (غير مؤكدة لكنها قوية) بعد صلاة ظهر الجمعة تنتشر، مفادها أن الملك الحسن ربما مريض.. أنه في مستشفى ابن سينا بالرباط.. أنه ربما مات ..
وبعد عصر ذلك اليوم، أوقفت الإذاعة والتلفزة المغربية برامجها المعتادة.. لتشرع في بث تلاوة القرآن دون انقطاع، لتقترب الإشاعة شيئا فشيئا من الحقيقة.
إلى أن توجه ولي العهد سيدي محمد، بخطاب للأمة مساء ذلك اليوم.. وهو ما كان على الساعة 8:41 دقيقة بصفته الدستورية الجديدة “صاحب الجلالة الملك محمد بن الحسن”.. يصرح وينعي فيه وفاة أبيه وملك المغرب مولاي الحسن الثاني للشعب المغربي والعالم أجمع..
مات الملك .. مولاي الحسن .. وانتهى عهد بصمه هذا الملك
وعاش الملك .. مولاي محمد السادس ابن الحسن .. وبدأ عهد جديد.. ببصمة هذا الملك
وطبقا لأحكام الدستور.. عقدت البيعة للملك الجديد بدءا بأمراء القصر ثم الوزراء ثم نواب الأمة والشعب ثم كبار ضباط الجيش ثم زعماء الأحزاب السياسية إلخ.
أطال الله في عمر أمير المؤمنين وأدام الله نعمة الاستمرارية والاستقرار والأمن والأمان على هذا البلد الأمين وعلى هذا الشعب الأبي والوفي.
هنا المملكة المغربية زمن الإسلام : 172 هجرية/788 م … 1445 هجرية/ 2023م … إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..