تمغربيت:
خلفيات “الحرب الأهلية الإسبانية Guerra civil española”
عرفت إسبانيا خلال ثلاثينات القرن الماضي نزاعات وصراعات إيديولوجية حادة بين الفرقاء الإسبان، هزت أركان الجمهورية الثانية وأفنتها. ففي فبراير 1936، فاز التيار اليساري أو اتحاد أحزاب اليسار تحت راية “حزب الجبهة الشعبية” برئاسة مانويل أزانا.. وكان هذا الفوز بمثابة إيذان لانفجار الوضع في إسبانيا.
في هذا السياق، نتج انقسام حاد بين طرفي الصراع.. الجمهوريين المدافعين عن الجمهورية والمشكلين من تحالف الحكومة الشرعية المنتخبة من اتحاد أحزاب اليسار “الأنارشيين les anarchiques من الشيوعيين والنقابيين” ويساندهم بعض المنشقين من الجيش والفقراء والفلاحين والمهمشين من الشعب. وبين القوميين، الذين كانوا يدعمون عودة النظام الملكي، ويستمدون قوتهم من سلطة الكنيسة الكاثوليكية، ويتشكلون من تحالف “الملكيين والمحافظين والكاثوليك” تحت راية الجيش بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو، الذي انقلب على الحكومة عام 1936، وتسانده الأحزاب اليمينية الفاشية، والأثرياء وملاك الأراضي، ورجال الدين والكنيسة.. من جهة أخرى.
الحرب الأهلية الإسبانية تندلع انطلاقا من المغرب (1936 – 1939)
ولمواجهة الوضع، تحرك المحافظون، من العسكر تحديدا، للانقلاب على نتائج الانتخابات.. وكان عسكر الخارج هم أول من بدأ هذا التحرك.. وكان الضباط الإسبان المتواجدين بشمال المغرب هم أول المقررين للاجتماع والتحضير لعودة الملكية في إسبانيا.
سيعقد المحافظون اتفاقا سريا في 12 يوليوز 1936 في منطقة “كتامة” بالذات. فكان الانقلاب العسكري بتاريخ: 17/18 يوليوز 1936 الذي فشل جزئيا، في الاستيلاء على السلطة وقلب نظام الحكم الجمهوري وحكومة الجمهورية الثانية.. فكانت بداية التمرد، وإشعال فتيل “الحرب الأهلية Guerra civil española” ابتداء من هذا التاريخ، تحت قيادة “فرانكو”.. هذه الحرب الدامية التي ستستمر حتى الفاتح من أبريل 1939، والتي كانت مقدمة فيما بعد للحرب العالمية الثانية.
تذكير لأصحاب مقولة الشوووهاااضااا
ولتذكير أصحاب مقولة الشووهااضااا كل يوم وليلة.. والذين يقدرون بين 100 ألف و300 ألف كأقصى تقدير، شمل القتلى من العسكر والمدنيين وحتى عشرات الآلاف من الجزائريين ضحايا جيش التحرير.. والذين أصبحوا دون حجة ولا دليل، مليون “شهيييض” ثم مليون ونصف “شهيييض” ثم 5.630.000 حتى سمعنا ب 13 مليون “شهيييض”(مع أن عدد السكان لم يتجاوز 9 مليون نسمة آنذاك).. فقد راح ضحية هذه الحرب الأهلية بإسبانيا، أكثر من 1.5 مليون إنسان، بين قتيل وجريح وسجين ومشرد، لا يكاد يذكرها الإسبان تماما.
مقالة سابقة: جنود مغاربة أنقذوا إسبانيا من الشيوعية فما هي قصتهم ؟
جنود مغاربة أنقذوا إسبانيا من الشيوعية فما هي قصتهم ؟ | تمغربيت (tam.web-zone.shop)