تمغربيت:
البحث عن “تمغربيت” في عمقنا المغربي والإفريقي : الداخلة نموذجا
“تمغربيت” تعبير يمتح من عمقنا المغربي ـ تاريخا وجغرافية وثقافة وتدينا.. “تمغربيت” تبحث في عمقنا وجذورنا الإفريقية أيضا.. و”تمغربيت” نجدها في الريف والأطلس والغرب وسوس والساقية الحمراء وواد الذهب..
الداخلة.. غصن أصيل من شجرة “تمغربيت”
“تمغربيت” في الداخلة جوهرة الاقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.. تعبر أحد أبرز معاقل الثقافة الحسانية، هذه الثقافة الإنسانية.. حسانيتها وإنسانيتها تتجلى في كونها مُجَمَّعا لتعايش الثقافات والديانات والأعراق: فقرب المسجد العتيق للمدينة بأمتار قليلة، تنتصب الكنيسة أو الكتدرائية الإسبانية.. في مشهد يوحي بالسلام والتعايش الديني، بهذه المدينة وهذا البلد الأمين..
الحسانية والإنسانية جعلت من الداخلة حاضنة وعاصمة للأفارقة جنوب الصحراء
حسانيتها وإنسانيتها جعلت منها حاضنة وعاصمة للأفارقة جنوب الصحراء، حيث تتواجد بها أكبر جالية إفريقية بالمغرب.. وحتى لغتها جمعت بين العربية وشيء من الأمازيغية وشيء من اللغات الإفريقية.. كما يتواجد بها أجانب من مستثمرين أيضا.. وهو الأمر الذي يَعد بمستقبل واعد لهذه المنطقة.. وهذا التنوع الديمغرافي والثقافي والعرقي له علاقة باستراتيجية المملكة الشريفة التي تؤكد عراقة الانتماء بالمكون العربية والأمازيغي والإفريقي.
وبخصوص الاستثمارات الخارجية، فالداخلة تتطور بشكل تصاعدي.. وهو ما يُبشر بجعلها منطقة ومنصة واعدة على المستوى الاقتصادي والسياحي.. ذلك أن الرهان الأوربي والأمريكي والصيني إلخ مُنصب على المغرب، وذلك في سياق الارتباطات والعلاقات الأوربية الإفريقية عبر المغرب باعتباره البوابة المُفضلة نحو إفريقيا..
“تمغربيت” في الداخلة
“تمغربيت” في الداخلة كمنصة لقنصليات إفريقية وعربية مكرسة ومؤكدة لمغربية الصحراء من خلال الاعتراف الدولي بوحدة المغرب الترابية.. هي إذا “تمغربيت” في الداخلة ب مّاليها (أهلها) وساكنتها المحافظة.. وبقبائلها العربية الحسانية المغربية، المتشبثة بتقاليدها وأعرافها.
“تمغربيت” بثقافة ساكنة واد الذهب؛ المتميزة بثقافة الجود والكرم وحسن الضيافة وتوقير الكبير وتقدير العلماء والفقهاء.. هي التي تولي للمرأة مكانة خاصة ومرموقة في المجتمع الحساني الإنساني.
هي “تمغربيت” في الداخلة أيضا بثقافتها الشفوية؛ وحلقات وطقوس الشاي، التي لا تحلو الجلسة والقعدة والجماعة إلا بحضور الشاي الصحراوي.. الذي يجمع الأفراد والمجموعات لساعات وساعات، في جلسات حوارية ونقاشية داخل الثقافة الشفاهية للمجتمع الحساني.. طقوس الثقافة الشفوية وطقوس الشاي المجتمعتان معا يدخلان في ما يسمى هناك ب “الجيمات الثلاث” : ( جيم الجماعة) و(جيم الجمر) و(جيم جر الكلام).. فالتجمع والتحولق حول موائد الشاي فضلا عن فوائده الصحية والنفسية وحلاوته، يعد تكريسا للثقافة الشفوية.. ويساهم في النقاشات والحوارات بل وحل المشاكل والمنازعات كما يساهم في تقريب المسافات بين الناس، وبالتالي بناء علاقات إنسانية واجتماعية.