تمغربيت:
لابد أن كلمة خليفة المسلمين أبي عبد الله محمد الشيخ السعدي في المغرب الإسلامي، قد سببت غصة في حلق سلطان الإمبراطورية العثمانية سليمان القانوني أحد أقوى سلاطينها على الإطلاق.. والتي وصلت الدولة العثمانية إلى أوج قوتها على عهده.
في هذا السياق، وبعد أن بسطت الإمبراطورية العثمانية نفودها، واستعمرت جميع الدول العربية.. استعصى عليها أمر المملكة المغربية الشريفة، والتي كان الاتراك ينظرون إليها كإمبراطورية عريقة.. حكمت أوروبا وشمال افريقيا في عهد المرابطين والموحدين. وهي الإمبراطورية التي كان يحكمها سلطان يعتبر أعظم ملوك العرب في إفريقيا بشهادة خير الدين بارباروس حسب مذكراته في الصفحة 95..
فبعد أن أخضع سليمان القانوني العرب وجزء كبير من العجم.. أرسل رسالة إلى السلطان المغربي يطلب منه فيها بالدخول تحت مظلة الإمبراطورية العثمانية.. والدعاء للسلطان العثماني فوق المنابر، وهو ما استفز السلطان السعدي الذي “أحضر الرَّسُول وأزعجه فَطلب مِنْهُ الْجَواب فَقَالَ لَا جَوَاب لَك عِنْدِي حَتَّى أكون بِمصْر إِن شَاءَ الله.. وَحِينَئِذٍ أكتب لسلطان القوارب فَخرج الرَّسُول من عِنْده مذعورا يلْتَفت وَرَاءه إِلَى أَن وصل إِلَى سُلْطَانه”. (الاستقصا ج 5 ص 32)
هيبة وقوة السلطان المغربي
وهنا يجب أن نقف وقفة احترام وإجلال لقوة وهيبة السلطان المغرب.. حيث كانت كلمة الجيوش الإنكشارية كافية لتبث الرعب في النفوس.. إلا أن محمد الشيخ السعدي كان يرى نفسه خليفة المسلمين وهو حقيق بها.. وبأن عليه واجبات اتجاه الدول التي تعاني من الظلم العثماني، كما كان يلقبه بسلطان الحواتة بسبب نشاطات القرصنة التي اشتهرت بها الدولة العثمانية.
سنعمل، من خلال سلسلة مقالات، على إظهار الوجه الحقيقي والسياسة الخبيثة للدولة العثمانية اتجاه المملكة المغربية الشريفة.. وكيف نجح سلاطين الدولة المغربية في تمريغ كبرياء العثمانيين فوق تراب هذه الأرض المباركة.
المغرب أولاً ولاغالب إلاّ الله.