تمغربيت:
موضوع الراية المغربية أو العلم المغربي من المواضيع الهامة التي كان من اللازم التطرق إليها باعتبارها رمز من رموز السيادة المغربية، وشارة من شارات المُلك. وكذلك لتوضيح الغموض الذي يكتنف ظروف وملابسات إحداثها، وفهم أسباب التمايز وانتقاء الألوان المتباينة باختلاف الدول التي حكمت المغرب. كما نهدف إلى الوقوف على رموزها والتعريف بدلالاتها.
في هذا السياق، نشأت الراية المغربية مع قيام الدولة الإدريسية، وكان لونها أبيضا.. محاكاة لرايات الطالبيين المستقلين عن الخلافة العباسية التي اتخذت العلم الأسود اللون شعارا لها.
يقول عبد الرحمن ابن خلدون ( المتوفى عام 1406هـ/808م) شارحا سبب اختيار بعض الدول اللون الأبيض كشعار لها : “ولما افترق أمر الهاشميين وخرج الطالبيون على العباسيين في كل جهة ومصر، ذهبوا إلى مخالفتهم في ذلك فاتخذوا الرايات بيضاء وسموا لذلك المبيضة “.
وكانت راية الدولة المرابطية بيضاء تحيط بها بنود وباسقات مختلفة الألوان، كتبت عليها آيات قرآنية وأدعية وأسماء الصحابة.
كم جانبهم اتخذ الموحدون سبع رايات تيمنا بالعدد، وكان اللون الرسمي، كما أثبتته المصادر، هو الأبيض. كما كانت لهم بنود وباسقات لا زالت بعض كنائس إسبانيا تحتفظ ببعضها.
ويؤكد أحمد بن فضل الله العمري (المتوفى عام 750 /1349) في كتابه مسالك الأبصار، أن العلم المريني، الذي سمي بالعلم المنصور، كان أبيضا، كتبت فيه آيات قرآنية بماء الذهب. وقد اهتم المرينيون مثل الموحدين قبلهم بالعلم الرسمي فجعلوا له موكبا خاصا يتبع أثر السلطان في مسيره.. يسمى الساقة، ويحيط بالعلم المنصور البنود والباسقات المختلفة الألوان واستمر البياض وموكب الرايات على نفس النسق أيام الوطاسيين.. يتبع