تمغربيت:
إمارة المؤمنين في الغرب الإسلامي.. التزام اتجاه قضايا الإسلام والمسلمين
على مدى قرون من الزمان ظلت إمارة المؤمنين في الغرب الإسلامي تتفاعل مع قضايا الإسلام والمسلمين.. باعتبار ذلك واجبا دينيا يسمو على الاعتبارات السياسية ولا يتناقض مع الضوابط السيادية التي يؤمن بها المغرب ويدافع عنها.. بل وينادي، في كل مناسبة، بضرورة احترام مبادئ السيادة الوطنية.
في هذا السياق، سجل سلاطين الدولة العلوية أسماءهم بمداد من الفخر الإسلامي والمجد الديني. فمن التدخل لإطلاق رعايا مسلمين في اليونان وإسبانيا.. إلى إجراء الأوقاف على المشاعر المقدسة، ومرورا بالالتزام السياسي والديني اتجاه قضية القدس والمقدسيين، كان المغرب ولا يزال تلك الحاضنة الدينية التي تُظلها وتؤطرها إمارة المؤمنين في الغرب الإسلامي.
المغرب يستنكر..
في هذا السياق، عبر المغرب عن استنكاره الشديد، وتنديده الأشد لإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد ستوكهول بالسويد.. معتبرا ذلك استفزازا مباشرا لمشاعر أزيد من مليار مسلم.. وذلك في ظرفية خاصة جدا تتزامن باحتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك.. ومواصل ملايين المسلمين أداء مناسك الحج في البقاع المقدسة.
هذا وقد قام المغرب بإتباع القول فعلا.. حين عجّل باستدعاء سفيره في ستوكهولم للتشاور، بالإضافة إلى استدعاء القائم بأعمال السفارة السويدية في الرباط قصد تقديم احتجاج رسمي على الموقف السويدي.
رد على الدولة السويدية وليس على رعاع القوم
رد إمارة المؤمنين في المغرب لم يكن على بعض تُعساء الخلق الذين قاموا بهذه الحماقة باسم حرية التعبير.. وإنما على التواطئ الضمني للدولة السويدية التي رخصت لمثل هاته التصرفات الاستفزازاية.. معتبرة أن إحراق القرآن الكريم لا يشكل تهديدا للأمن القومي السويدي وبالتالي لا يبرر عدم الترخيص للمظاهرة.
تنبيه وتحذير
إن ردة فعل المغرب اتجاه هاته الأفعال الصبيانية تُشكل تنبيها صريحا من مؤسسة لها رمزيتها الدينية القوية.. وتحذيرا من التورط في ممارسات قد يكون لها ما بعدها، وقد يستغلها البعض للتحضير لتعبيرات سلوكية عنيفة ستساهم، ولا شك.. في توسيع الهوة بين أتباع الديانات السماوية، في الوقت الذي يسعى فيه عقلاء العالم إلى بناء قاعدة مشتركة للتعامل قوامها التسامح والتفاعل والتعاون.. مصداقا لقوله تعالى “قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله”. صدق الله العظيم