تمغربيت
لاوجود لدولة جزائرية قبل 1962
عمي تبون تحفة
كعادته، عمي تبون، كما يطلق عليه الجزائريون، يتحفنا بخرجاته المضحكة والمليئة بغرائب الأفكار والعبارات..
فخامتُهُ: السي عبد المجيد تِسلم الأسامي، انتشر له مقطع فيديو قصير جدا، (مرفوق بالمقال)، تطرق فيه لحدثين أو حقيقتين متعلقتين بالتاريخ الحديث، جدير بكل متابع ل “لا تاريخ ولا هوية جغرافيا الجزائر” أن يقف عندهما..
الحقيقة الأولى..
رئيس الجمهورية يقول، متوجها بكلامه أو خطابه، المكتوب والمُوَثق على الورق، إلى الحضور “ما يفوتُ من 60 سنة من العلاقات.. والجزاير وفية أكبر وفاء..”.
أما الثانية فقوله “صون استقلالنا يأتي بمساعدة قوية من روسيا الفدرالية الصديقة بلابلابلا في ظروف إقليمية صعبة”.
تعليق: بين يفوت ويفوق: الكاس يدور
فأما كلمة (ما يفوتُ) التي عنى بها فخامتُهُ (ما يفوقُ) في خلط سافر بين العامية والعربية الفصحى.. لغة التواصل الأنسب في مخاطبة القيصر الروسي بوتين، وكل الخطابات الرسمية في المجال الدبلوماسي.. فلنا أن نغفرها له، فلربما كان مفعول الفودكا قويا، خصوصا أنها تُقَدَّم للضيوف “لعزاز” في روسيا مع “الطَّابّا بالكافيار”..
تعليق: تبون يقول لكم .. لاوجود لدولة جزائرية قبل 1962
وأما كلامه عن 60 سنة من العلاقات بين الجزائر وروسيا.. فهذا صحيح، وهذا ما قلناه ونقوله دوما، لأنه هو الموثق في كتب التاريخ التركية والفرنسية والأكاديمية والعلمية.. فالجزائر لم تعرف معنى الدولة سوى سنة 1962م.. فلله ذرك يا تبون ما أروعك.. ولله ذرك يا تبون ما أحسنك.. قلتَ فأوجزتَ وتكلمتَ فأصبتَ.. ورددتَ فأفحمتَ..
لقد أفحمتَ بحق، عمي تبون، كل المؤرخين المهجنين من أمثال التقنيين البيطريين (دومير) ورجال المطافئ (صالح بارودي) والمعلقين الرياضيين (الدراجي) وغيرهم وغيرهم الكثير ممن امتهنوا مادة التأريخ ظلما.. فمن ذا الذي يستطيع إنكار كلام رئيس الجمهورية ؟ ومن يستطيع إنكار الحقيقة التاريخية أن لا وجود لدولة بجغرافيا ما تسمى اليوم الجزائر، كونها كانت مجرد جغرافيا يحكمها كل من استطاع الوصول إليها وحكمها وحكم شعبها الموسوم عبر التاريخ بقابليته لللاستعمار والذل والتضبيع..
بين روسيا الفدرالية والاتحادية.. والاتحاد السوفياتي وروسيا.. ضاعت مادة الجغرافيا
عمي تبون يتكلم أيضا عن مساندة روسيا الفيدرالية للجزائر في حرب التحرير (1954-1962).. وهنا يتبين أن عمي تبون “سطل وزرق وكسول” في مادة الجغرافيا .. ذلك أن من ساند الجزائر هو الاتحاد السوفياتي آنذاك.. وذلك لأن الاتحاد السوفياتي هو من اعترف بالجزائر وأقام العلاقة الدبلوماسية معها سنة 1962 وليست روسيا.. وذلك أن روسيا ستظهر من جديد بعد انهيار جدار برلين وتفتت الاتحاد السوفياتي على الساحة الدولية سنة 1991. والجزائر اعترفت بروسيا ( يا عمي تبون) شهر ديسمبر 1991 ( بينما الجزاير استقلت سنة 62).. وذلك أن روسيا الفدرالية (لا وجود لها في علمي) بل روسيا الاتحادية.
المملكة الشريفة في المقابل
للتذكير، فعلاقات الإمبراطورية المغربية بروسيا القيصرية تعود لسنة لسنة 1777م. في عهد السلطان محمد الثالث والإمبراطورة كاتيرينا الثانية، حيث بدأت بالعلاقات التجارية كما تجري العادة، لتنتقل العلاقات إلى افتتاح قنصلية روسية عامة بطنجة أواخر القرن 19.. إلخ إلخ يا عمي تبون.
في الأخير
نحن متشوقون لرد دومير وبونيف وبارودي ولم لا دراجي وكل من على شاكلتهم ، على رئيس بلدهم الذي قال بما يقول به المؤرخون الأكاديميون : أن لا وجود لدولة اسمها الجزائر قبل 62.. وأن لا وجود لسفير تم تعيينه (من أو في) الجزائر قبل 62؛ كما سبق أن كان الأمر موضوع تحدٍّ ساريَ المفعول، قيمته مليون دولار رفعه في وجوههم أجمعين الدكتور عبد الحق الصنايبي..
الفيديو :