تمغربيت :
بقلم الأستاذة: فتيجة شاطر
في الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث والمواقف في المنطقة في الوقت الذي يسجل فيه المغرب مواقف إيجابية للغاية.. ويواصل إبرام اتفاقيات عديدة في عديد من المجالات مع عديد من الدول على الصعيد الإقليمي والدولي.. تظهر على سياسة الجزائر تناقضات وتخبط وفشل واضح في تدبير دبلوماسيتها الخارجية.. بحيث لم تعد قادرة على الفعل فأصبحت تتفاعل مع انتصارات المملكة المغربية، فقط بردود الأفعال في مشهد بائس.
التشويش وسياسة البؤس..
فبعد الاتفاق المغربي البرتغالي التاريخي الذي تم توقيعه مؤخرا بلشبونة.. وبعد إعلان أوكرانيا عن تأييدها للمقترح المغربي والأممي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.. جاءت ردة فعل الجزائر بئيسة وقريبة من التشويش منها إلى ردة فعل.. حين طار الرئيس الجزائري على وجه السرعة إلى البرتغال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..
الرئيس الجزائري تبون وصل إلى العاصمة البرتغالية لشبونة بتكليف من العسكر لأداء مهمة واحدة ووحيدة.. ألا وهي إقناع الحكومة البرتغالية بالتراجع عن موقفها الداعم لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.. وهنا يتبين بأن العسكر لا يحركون الرئيس الغير الشرعي أو وزراء الخارجية من أجل مصالح الجزائر وإنما من اجل معاكسة مملكة لم تعد تقيم لتحركاتهم وزنا.
والحقيقة أن الأمور واضحة ومفضوحة، بحيث أن الرئيس تبون اضطر لتأجيل زيارته إلى فرنسا ليطير إلى البرتغال بعد إعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية تحت السيادة المغربية.. حيث صدر بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية يفيد بأن تبون يبدأ يوم الإثنين زيارة دولة إلى البرتغال تدوم يومين.
لكن ما لم يتفهمه ولم يستوعبه عسكر الجزائر بعد.. هو أن قطع تزويد إسبانيا وباقي الدول الأوروبية بالغاز، عبر الأنبوب المغاربي، جعل هذه الدول ترى في الجزائر كيان قلق وغير مستقر.. وبالتالي لا يمكن الوثوق به أو الاعتماد عليه.
لقد تفطنت الجزائر تفطنت إلى دولة اسمها البرتغال متأخرة جدا.. فقد أرست البرتغال، مثلها مثل إسبانيا، أسسا وقواعد استراتيجية جديدة مع الحليف الموثوق به والذي يعتبر البوابة إلى عمق إفريقيا ألا وهو المغرب.. فالدول الثلاث دخلوا في علاقات توجت باتفاقيات عديدة لعل أبرز تمظهراتها إعلان تقديمهم، ملفا مشتركا لاحتضان كاس العالم 2030. كما يأتي دعم البرتغال للمقترح المغربي في سياق دعم أهم الدول الأوروبية ومنها ألمانيا وإسبانيا.. ليرفع عدد دول الاتحاد الأوروبي التي تتبنى نفس الموقف بشكل رسمي وعلني إلى 11 دولة.. معززا موقف جارتها إسبانيا التي أدى إعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي إلى دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من مدريد.
وتجدر الإشارة إلى أن حجم المسؤول البرتغالي الذي كان في استقبال تبون.. يعكس طبيعة تعاون الدول المحترمة مع الكيانات التي تتحرك بمنطق ردة الفعل وليس بمنطق “صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.