تمغربيت :
في مثل هذا اليوم: 24 ماي 1351م توفي السلطان المغربي، أمير المسلمين، أبو الحسن علي بن عثمان المعروف بأبي الحسن المريني.. وأيضا بأمير المسلمين المنصور بالله، وأيضا بالسلطان الأكحل لسمرة لونه حيث أن أمه كانت حبشية (1297-1351). وهو الذي حكم الإمبراطورية المرينية المغربية من (731 – 749هـ = 1331م – 1348م).. بعدما بويع بفاس بعد وفاة أبيه في شهر ذي القعدة سنة 731هـ / 1331م، ويُعَد عاشر ملوك الدولة المرينية بالإمبراطورية المغربية.
° بعض من منجزاته في الجهاد والفتح..
تمكن أبو الحسن المريني من استرجاع جبل طارق في الأندلس، الذي كان يستولي عليه القشتاليون آنذاك.. بعدما انتصر على الأسطول الإسباني عام 1340م. وصارت له حامية من الجند بعدوة الأندلس، وفي هذا يقول الناصري: لقد صار “ملك زناتة بعد أن كان ملك بني مرين، وسلطان العدوتين بعد أن كان سلطان المغرب فقط”.
سيدخل هذا السلطان مدينة تلمسان ويضمها لحكم المرينيين.. في إطار ثورة المرينيين على حكم الموحدين، بعد القضاء على بني عبد الواد. وذلك بعد حصار دام 3 سنوات. ففي آخر المطاف، تلمسان كانت مرينية مغربية وقبلها موحدية مغربية.. وقبلهما مرابطية مغربية وأيضا بعدهم جميعا كانت سعدية مغربية وحتى في عهد العلويين كانت مغربية.
كما تمكن من ضم إفريقيه (تونس حاليا)، ودخل تونس التي كانت تمثل عاصمة الحفصيين.. لكن لم يستطع المحافظة عليها لأكثر من عام .
° من أعماله ومآثره:
_ بناء المنشآت العسكرية..
وتشييده لعدد كبير من المساجد كمسجد الصفارين وحلق النعام بفاس ومساجد المدينة البيضاء المعروفة بفاس الجديد حاليا.. ومساجد المنصورة بسبتة، ومساجد أخرى بتلمسان وطنجة وشالة وسلا، وجامع المنصور بمراكش وغيرها،
_ تشييده للمدارس؛
وفي ذلك يقول ابن مرزوق: “ثم أنشأ رضي الله عنه في كل بلد من بلاد المغرب الأقصى وبلاد المغرب الأوسط مدرسة.. فأنشأ بمدينة تازى (تازة) قديما مدرستها الحسنة، وببلد مكناسة وسلا وطنجة وسبتة وأنفى وأزمور وأسفي وأغمات ومراكش والقصر الكبير.. وبالجزائر مدارس مختلفة الأوضاع بحسب اختلاف البلدان”.
وأبو الحسن المريني هو من بنى مدرسة ابن يوسف بمراكش، كما بنى المدرسة المصباحية بفاس. وهو من أضاف بناء مسجد العباد بتلمسان المغربية آنذاك، توسعةُ لضريح سيدي بومدين الغوث: الأندلسي/المغربي المولد، ووالإشبيلي والفاسي التعليم (بالقرويين)، والمغربي الوفاة بتلمسان المغربية آنذاك.
بناء السقايات
وفي هذا قال الفقيه أبو الحسن اليعمري في ذلك: “ما مررت في بلاد المغرب بسقاية ولا مصنع من المصانع التي يعسر فيها تناول المياه للشرب والوضوء فسألت عنها إلا وجدتها من إنشاء السلطان أبي الحسن”.
° قيل فيه:
أطنب لسان الدين بن الخطيب في الثناء عليه في منظومته “رقم الحلل”. وقد خصه العلامة ابن مرزوق الخطيب بمؤلف جمع فيه شمائله وأخلاقه ومناقبه سماه “المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن”.. وقال السلاوي الناصري فيه: “أفخم ملوك بني مرين دولة، وأضخمهم ملكا، وأكثرهم آثارا بالمغربين والأندلس”.
كما قال فيه الناصري: “ملك زناتة بعد أن كان ملك بني مرين، وسلطان العدوتين بعد أن كان سلطان المغرب فقط.. ووصفه في الاستقصا بقوله: “هذا السلطان هو أفخم ملوك بني مرين دولة وأضخمهم ملكا وأبعدهم صيتا وأعظمهم أبهة وأكثرهم آثارا بالمغربين والأندلس”
وقال فيه أيضا ابن مرزوق: “ثم أنشأ رضي الله عنه في كل بلد من بلاد المغرب الأقصى وبلاد المغرب الأوسط مدرسة.. فأنشأ بمدينة تازى قديما مدرستها الحسنة، وببلد مكناسة وسلا وطنجة وسبتة ووأنفى وأزمور وأسفي وأغمات ومراكش والقصر الكبير ..، وبالجزائر مدارس مختلفة الأوضاع بحسب اختلاف البلدان”.
كما قال الفقيه أبو الحسن اليعمري فيه: “ما مررت في بلاد المغرب بسقاية ولا مصنع من المصانع التي يعسر فيها تناول المياه للشرب والوضوء.. فسألت عنها إلا وجدتها من إنشاء السلطان أبي الحسن”.
° وفاته
توفي رحمه الله عام 752هـ / 1351م. فدفن في مراكش، ثم نقل إلى فاس (العاصمة المرينية)، ومنها إلى ضريحه في مدفن أسلافه بشالة الرباط/سلا.
في زمن أبي الحسن المريني (يا أصحاب ترهات فاس ومراكش وليوطي وبلابلابلا) أي زمن حكم المرينيين، كانت أجزاء كبيرة من جزائر اليوم تابعة للإمبراطورية المغربية.. وكانوا يُعتبَرون مغاربة بجنسية مغربية. أما قبل المرينيين مع المرابطين ثم الموحدين، فكل البلاد المسماة حاليا، الجزائر بل وتونس (إفريقيه) أيضا وليبيا (طرابلس) كانت مغربية تابعة جميعها للحكم المرابطي والموحدي المغربي. ففي التاريخ، حتى ما يمكن أن نطلق عليه وصف “مغرب عربي” أو البلاد “المغاربية” كان مغربيا.. ومغربا تابعا للمملكة المغربية تحت حكم الإمبراطورية المغربية وحكم سلاطين المغرب والعاصمة المغربية، سواء مراكش زمن المرابطين والموحدين أو فاس زمن المرينيين.