تمغربيت :
“حب إعتماد في الجوانح ساكن، لا القلب ضاق به، ولاهو راحل”.. هذه بعض كلمات من شعر المعتمد بن عباد آخر ملوك الطوائف بإشبيلية، الذي جمعته قصة حب مع جارية أندلسية تدعى إعتماد الرميكية، حب جعله يشتق إسمه الملكي من إسم زوجته إعتماد.
ومما يروى في حبه لها أنه في يوم من الأيام، رأت الجواري يلعبن في الطين.. فاشتاقت إلى أن تعلب مثلهن. فأمر بشراء أغلى وأجود أنواع الطيب والعود وأمر بخلطهم بماء الورد.. حتى أصبح طيناً ملكياً يليق بزوجة الملك، فغمرتها فرحة لامثيل لها، ولعبت فيه حتى ملت وتركته. وصلت أخبار الملك المعتمد بن عباد الذي كان معروفاً ببذخه اللامحدود إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، والذي كان، عكس المعتمد، يعرف بزهده وحرصه على أموال المسلمين، فقرر تجهيز جيشه والعودة للأندلس وإنهاء فتنة ملوك الطوائف.
لما سمع المعتمد بن عباد خبر قدوم أمير المسلمين إلى الأندلس، خاف على ملكه من قوة المرابطين فقرر التحالف مع الملك ألفونسو ملك قشتالة.. وتغاضى ألفونسو عن خلافاتهم السابقة وأرسل جيشه إلى قرطبة، إلا أن المرابطين تمكنوا من هزيمته.. ليبسط يوسف بن تاشفين سيطرته على إشبيلية، وأُسر الملك المعتمد بن عباد وعائلته وتم إقتيادهم إلى السجن بآغمات في مراكش.
عرفت هذه الواقعة تعاطف بعض المؤرخين مع الملك المترف.. ونسوا أن قدوم أمير المسلمين يوسف بن تاشفين للأندلس، كان محل إجماع من طرف علماء المسلمين في المشرق والمغرب.. وبناء على طلب علماء الأندلس أنفسهم.