تمغربيت :
قبل سنة، ظن بوتين أن حربا خاطفة لا تتعدى أسبوعين، بإمكانها فرض أمر واقع على الأرض بسهولة، بعدما يلتهم الجيش الروسي مناطق من شرق أوكرانيا. إلا أن الحسم أصبح بعيد المنال، خصوصا بعدما مُنِي الجيش الروسي بهزائم لم يكن لأحد أن يتصورها بهذا الشكل المهين.
فَلَإن ظهر للعيان مدى ضعف السلاح الروسي أو ما أصبح يعرف بالخردة الروسية في مناطق من العالم، مثل الحرب في سوريا وليبيا، وخصوصا ما جرى من حسم خاطف للجيش الأذربيجاني المسلح تسليحا غربيا، ضد القوات الأرمينية المسلحة تسليحا سوفيانتيا/روسيا.. فقد تجلى لجميع المتابعين مدى تفوق السلاح الغربي بمراحل طويلة على تلك الخردة (والقصد هنا، السلاح الأمريكي ثم سلاح دول النيتو وإسرائيل وتركيا إلخ على الخردة السوفييتية سابقا والروسية حاليا.)
فالأخبار التي تؤكدها أيضا الصحافة الروسية لشهور مضت، ناهيك عن الصحافة العالمية، لا تبشر بخير فيما يخص جودة وفعالية السلاج الروسي سواء تعلق الأمر بسلاح البر أو سلاح الجو تحديدا. فعدد الطائرات الروسية التي أصابتها دفاعات أوكرانية بفضل منظومات صاروخية أو درونات غربية، لا تدع مجالا للشك أننا أمام تسليح روسي ضعيف لم يستطع حسم الأمور ضد دولة لا تملك قوة سلاح توازي قوة سلاح عدوها الروسي، ولم يساعدها الغرب بَعدُ بتسليح نوعي قوي.
وما يهمنا في هذا الصدد، هو نوعية التسليح التي تمتلكها كل من القوات المسلحة الملكية المغربية، وما يمتلكه الجيش الوطني الشعبي للجهورية الجزائرية. خصوصا إذا علمنا أن الغرب يبيع أسلحة ذات جودة عالية لحلفائه تماما كما تمتلكها قواته العسكرية ، بينما روسيا تبيع ما يسمى بحلفائها أو زبنائها بتعبير أدق، نوعا ثانيا أقل جودة مما تمتلكه القوات الروسية “2 ème choix “, و بالتالي إن كان الطيران الروسي يتساقط كالذباب والناموس أمام درونات ومنظومات صاروخية غربية، فماذا عسانا نقول عن سلاح من الدرجة الثانية تمتلكه الجزائر وسوريا والعراق إلخ؟
ففي غضون الأسبوع الماضي وفي يوم واحد فقط، سقطت، وبتسريبات إعلام روسي، ما لا يقل عن 9-طائرات وهيلكوبتر، في مجال الجو الروسي، ضمنها مفاخر السلاح الروسي من ميخ 29 وسوخوي 34 وسوخوي 35 إلخ.
فهل يحق لنا بعد هذا الفشل على أرض الواقع وليس في المواقع، وفيما يخص سلاح روسيا وليس ما يخص خردة الجزائر، أن نذكر بمهزلة الاستعراض العسكري البائس بمناسبة الذكرى 60 لانلاع الثورة هوووك في نونبر الماضي؛ والتي ظهرت فيها أسلحة المتاحف من قبيل T58 وT72 وغيرها من جماجم أسلحة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من مخلفات الاتحاد السوفياتي سابقا؟؟
أم نُذكر بالتسليح النوعي من آخر الصيحات لدى القوات المسلحة الملكية من قبيل: دبابات أبراهامز الأمريكية الأولى عالميا والأباتشي الأمريكية الأقوى عالميا وطائرات الF16 VIP. والدرونات الأمريكية والصينية والإسرائيلية والتركية إلخ؟ والتي تشتغل كلها بالطرق السيبرانية الحديثة؟ وهو ما لا تمتلكه الجزائر بعد.
أم نذكر بالتفوق العسكري السيبراني المغربي الهارب عن العصر الكلاسيكي للجيش الجزائري، والذي نختار مثالا واحدا منه فقط حيث امتلك الجيش المغربي منذ 2013 أقماره الاصطناعية وطائرات الأواكس التي تمسح ثلث المساحة الجنوبية لإسبانيا وثلثي المساحة الغربية للجزائر، وبالتالي كل شيء في الجزائر يظهر عاريا تماما أمام ‘سكانير’ الجيش المغربي؟ بينما الجزائر اضطرت لاستدعاء عناصر حزب الله لتدريب البوليساريو على الدرونات، فيما يدلل على تأخر رهيب في المجال السيبراني هووك، والذي تدار به الحروب الحديثة.
أم نذكر بامتلاك القوات المغربية ضمن قلائل في العالم يمتلكون درون الكاميكاز الإسرائيلي الذي أثبت نجاعته العالية في المعارك. بل عقد المغرب وإسرائيل اتفاقيات عسكرية من بينها تصنيع هذا النوع من الدرون الانتحاري بالمغرب ؟
أم نذكر باقتناء المغرب لمنظومات باتريوت وباراك وآخرها السلاح الرهيب والمنظومة الباليستية الدقيقة والرهيبة ( هيماكس ) التي بإمكان بضعة صواريخ منها حاليا أن تمحو جميع آبار المحروقات الجزائرية، وبالتالي بإمكانها أن تُرجع الجزائر إلى زمن هارون الرشيد في غضون سُوَيعات؟ هيماكس التي عذبت روسيا مع أن أوكرانيا لا تمتلك هيماكس البعيد المدى المتوفر لدى القوات المسلحة الملكية المغربية.
أم نُذكر(جزء مقتبس من أحد قنوات أصدقائنا المغاربة بتصرف شديد) بامتلاك المغرب ضمن 10 دول فقط ، من بينها المغرب، الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، وإسرائيل … لأصغر درون حربي أمريكي في العالم (الدبور الأسود) ؟ بمميزاته ومواصفاته المتعددة من قبيل، التقاط صور متقدمة في أرض المعركة ونقل مقاطع فيديو مباشرة لكل تحركات العدو وتقدمه وتحديد مواقعه، فضلاً عن إرسال البيانات إلى قاعدتها على الأرض من خلال خاصية مشفرة للتواصل، ومزود بأنظمة الرؤية الليلية، ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء طويلة الموجة التى يمكنها نقل البث الحي أو الصور الثابتة عالية الدقة عبر رابط بيانات رقمية. هذه الطائرة المسيرة الصغيرة بحجم أصبع اليد تسببت في خسائر فادحة لروسيا خلال حربها الجارية في أوكرانيا، رغم حجمها الصغير جدا.