تمغربيت:
بقلم: الحسن شلال
في معرض ردود د.عبد الحق الصنايبي على العقيد في سلك الوقاية المدنية المدعو صالح أحمد بارودي.. الذي أصبح بين عشية وضحاها مؤرخا مثله مثل المساعد البيطري المؤرخ. وجب التنبيه والتنويه بأن الحلقة -99- من الثقة فالوثيقة تحت عنوان “بين الإمبراطورية المغربية ووجدة وملوية.. تاه عسكر المرادية، أجي تسمع الصح”.. كانت أكثر الحلقات استحضارا للوثائق على أشكالها.. فقد استحضر الدكتور الصنايبي مراجع المؤلفات كالعادة، لكنه استدعى أيضا، كما رأينا في الجزء الثالث من هذه السلسلة خريطة الإدريسي التي تعود للقرن 12.. وكما سيأتي في الجزء القادم استدعى أيضا العملة والنقود الورقية. كما استحضر “المُنَمْنَمَة” أيضا، والتي سنتطرق لها اليوم في هذا الجزء.
و المُنَمْنَمَة عبارة عن صورة رمزية صغيرة مزخرفة في مخطوط.. وهي صورة ايضاحية لمضمون المخطوطة أو الكتاب، مهمتها تمثيل الفكرة بشكل مصغر بالألوان.
° المغالطة الثانية: قوله – دولة مراكش ولا وجود لشيء اسمه المغرب
اختار الدكتور الصنايبي الرد هذه المرة بتقديم وثيقة تعود للقرن 11.. وهي عبارة عن “المُنَمْنَمَة القشتالية” المستخرجة من ثنايا كتاب عنوانه “بورتريهات الملوك” الذي يتحدث عن طارق بن زياد واصفا إياه ب”أمير المؤمنين” و”ملك المغرب” جاء فيه :
” Bino de africaTariq el Rio del muamumlon Rey de Maruecos to muy grandes poderes de moros arrivo en Tarifa “
” زعيم إفريقيا طارق أمير المؤمنين ملك المغرب ووصوله مع جيش عظيم من المغاربة لِطَريفَةَ”
فماذا بعد الحق إلا الضلال.. وماذا بعد هذه الوثيقة التاريخية التي تعود للقرن 11 والتي تذكر طارق بالاسم ،واصفة إياه بملك المغرب وبأمير المؤمنين (وهي تسمية ملوك المغرب عبر التاريخ إلى يومنا)؟
فاسم المغرب وملوك المغرب وسلاطينه مذكورون بالتوثيق التاريخي في الخرائط والمعاهدات والاتفاقيات والمؤلفات والمنمنمات والعملات النقدية والورقية إلخ.. بينما الفقر التاريخي والثقافي والحضاري والعدم صفة تلاحق جغرافيا الجزائر. فلا داعي لمحاولة الإسقاط البئيسة هذه ولا داعي لتكرار ترهات إمارة فاس ومراكش وليوطي وبلابلابلا.
يختم الدكتور الصنايبي معلقا بطرافة: فالرجل لا يملك أي شيء؛ لا معاهدات ولا وثائق ولا منمنمات ولا خرائط يدعم بها مزاعمه. فهؤلاء “المؤرخون الهجن les historiens hybrides” تعتريهم حالة من الفقر من ناحية امتلاك عنصر الوثيقة التي تشكل أساس مادة وعلم التأريخ.
وكما قال فيهم وليام شارل القنصل الأمريكي “سادت عندهم حالة من الفقر الحضاري”.. وهذا راجع لتتابع المحتلين على تلك الجغرافيا قرونا وقرون. من الاحتلال التركي لأكثر من 3 قرون و 132 سنة من الاحتلال الفرنسي..