تمغربيت:
تحت عنوان: العرش البريطاني «صمام أمان» للديمقراطية في وجه التطرف.. كتب الصحافي والباحث اللبناني إياد أبو شقرا على صفحات الشرق الأوسط اللندنية مقالا، اقتطفنا منه بعض الفقرات، لأهميته في اعتقادنا.. بما يفيدنا في “تمغربيت” التي تتقاطع تاريخيا، وقانونيا أو دستوريا، وسياسيا/دينيا، مع “تبريطنيت” في العديد من أوجه التقارب.
° مقتطفات
خلال يومين فقط، اقترع قسمٌ كبيرٌ من البريطانيين مجالسَهم المحلية.. وبعد ساعات معدودات شهدت بريطانيا الاحتفال الرسمي الباذخ بتتويج الملك تشارلز الثالث.
حدثان مهمان لا يقعان عموماً إلا في ديمقراطية عريقة مثل بريطانيا تغلب فيها الاستمرارية على الاعتراض.. وتتعايش فيها التقاليد الملكية والكنسية جنباً إلى جنب مع السياسات الوضعية – يميناً ويساراً – التي تتنامى راهناً في الكثير من الدول.
بين الحدثين، يفهم المواطن البريطاني أنَّ السلطة المؤسساتية من جهة وديناميكية التداول السلمي للحكم عنصران لا بقاء لأحدهما من دون الآخر.. فمنذ «الماغنا كارتا» (الشرعة الكبرى)، ولاحقاً إعادة الملكية في عهد الملك تشارلز الثاني بعد «الهزة» الانقلابية الكرومويلية.. غدت الملكية «صمام أمان» ونظام «امتصاص صدمات» يسموان على التناقضات وتضارب المصالح، وبالأخص، عند تزايد الاستقطاب والاقتراب من التصادم.
في ظل هذا الواقع نجحت بريطانيا، تاريخياً، في السير قدماً عبر “التطور” Evolution لا “الثورة” Révolution، حيث أخفقت «جاراتها» ومنافساتها الأربع الأكبر في أوروبا الغربية.. أي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
بريطانيا، بلا شك، دولة تعددية قد لا تقل هشاشة عن “جاراتها” الأربع.. غير أن ما حال دون انزلاقها إلى استقواء انفصالييها بالسلاح – باستثناء الأزمة الآيرلندية التي احتُفل أخيراً بالذكرى السنوية الـ25 لاتفاق سلامها – هو استقرار نظامها السياسي.. ووجود «صمام الأمان» الذي يمنع تراكم مشاعر الغبن والمرارة.
العرش البريطاني، والاستقرار الذي رعاه وبات يرمز إليه، نجحا حتى اللحظة في كبح جماح التطرف حتى داخل الأحزاب البريطانية الرئيسة: المحافظون والعمال والديمقراطيون الأحرار (ورَثة حزب الأحرار التاريخي).
“خيمة الاستقرار” التي توفرها في بريطانيا “مرجعية” العرش أتاحت في الماضي، ولا تزال تتيح، ممارسة اللعبة السياسية ضمن ضوابط ومعادلات. ولئن كان متطرفو اليمين ومتطرفو اليسار قد حصلوا بين الفينة والفينة على فرص لتحقيق الغلبة، فقد أثبتت الأيام أن آليات هذه اللعبة تظل مضبوطة وتحت السيطرة في ظل “خيمة” تلك “المرجعية”.