تمغربيت:
بقلم: الحسن شلال
ما زلنا مع ردود د. الصنايبي على العقيد في سلك الوقاية المدنية المدعو صالح أحمد بارودي.. الذي يَدَّعي هو الآخر إلمامه بالتاريخ والمادة التاريخية.. في إطار ظاهرة “المؤرخون الهجن – les historiens hybrides”
والردود كما حددها الدكتور الصنايبي ستفند بعض المغالطات التاريخية التي تعرض لها صالح احمد بارودي في مستهل إحدى “محاضراته”
° المغالطة الثانية: قوله : دولة مراكش ولا وجود لشيء اسمه المغرب
يَدّعي المؤرح الهجين صالح بارودي بأنه لا وجود في التاريخ لدولة اسمها المغرب.. بل مجرد إمارة اسمها مراكش. وهذا أمر يعد من عجائب هذا الزمن.. حيث أننا ابتلينا بخوض من لا تاريخ لديهم في شؤون تاريخ إحدى أعرق الإمبراطوريات في العالم.. بل أقدم مملكة مستمرة بدون انقطاع في تاريخ البشرية، ألا وهي المملكة المغربية الشريفة.
الرصاصة الأولى: خريطة الإدريسي..
وبما أن الدكتور الصنايبي لا يتكلم إلا والسوط في يده، عفوا الوثيقة بيده.. وبما أن الوثيقة عند الباحثين متعددة: فيها المخطوطات، النقود، الحلي ، الكتابات والرسوم والنقوش على الأحجار، والمعالم والآثار، كلها عناصر تشكل أساس التاريخ.. فقد اختار الدكتور الصنايبي الرد هذه المرة بتقديم خريطة الشريف الإدريسي.. الجغرافي العالمي المغربي، وهي إحدى أقدم الخرائط المعتمدة في العالم في رصد حدود الدول والإمبراطوريات.. خريطة تعود للقرن 12 (الخريطة التي رسمها الإدريسي لروجر الثاني – Roger II de Sicile – ملك صقلية عام 1154 م)
الدكتور الصنايبي في حلقته المتميزة الثقة فالوثيقة يعرض علينا الخريطة في شكلها العام قبل أن يسلط الضوء على الجزء الخاص بشمال غرب إفريقيا.. حيث تظهر تسمية “المغرب الأقصى” للمملكة الشريفة بأجزاءها؛ من مناطق طنجة وسوس وقبائل لمطة أي لمتونة وصنهاجة.. وإلى جانب المغرب الأقصى تظهر بلاد وتسمية أفريقيه أي تونس حاليا.. فالوثيقة التاريخية المتمثلة في الخريطة هنا والزمن يشير إلى القرن 12، تؤكد لنا التواجد المادي والسياسي والجغرافي لدولة ومملكة المغرب بقبائله ومناطقه كما هو الحال أيضا لتونس / أفريقية.. كما تؤكد لنا أيضا أن لا شيء ولا كيان ولا تسمية توجد وسطهما.. فالعراقة والتاريخ للمغرب وتونس بينما العدم يقابل الجزائر التي لم تعرف مفهوم الدولة قبل 1962.
ففي القرن ال 12 كان اسم المغرب يشار إليه في الوثائق من مؤلفات وخرائط ووو فأين كانت الجزائر آنذاك؟
إن أمثال هؤلاء المؤرخين الهجن من قبيل بيطري مؤرخ وإطفائي مؤرخ يهرطقون خارج التوثيق التاريخي المعتمد على الخريطة، والمؤلفات والمخطوطات والنقود والحلي إلخ فلا تسمع منهم إلا لغطا لا أساس له من الناحية العلمية الأكاديمية.
فالمغرب عريق في تواجده بينما الجزائر هي التي كانت في حكم العدم.. ولعله نوع من الإسقاط يستخدمه هؤلاء المؤرخون الهجن وفق مقاس ومخطط إيديولوجي لنظام يفتقد للشرعية والمشروعية يريد أن ينشئ لجغرافيته تاريخا وهوية وتراثا بأي طريقة وأسلوب.. وذلك خارج أروقة الجامعات ومعاهد الدراسات التاريخية.