تمغربيت:
في غياب رموز تاريخية يمكن الارتكان إليها لتصوير مجد غابر أو حضارة مفتقدة، لجأ النظام الجزائري إلى النبش في قبور الأموات عله يجد ما يسد به حالة السبات الحضاري واللا تاريخ الذي تعاني منها جمهورية شرق الجدار.
وبعد البحث والتحري.. تفتقت عقلية العسكر على اللجوء لشخصية الأمير عبد القادر.. وتنصيبه (زورا وبهتانا) كمؤسس للدولة الجزائرية الأولى. وتم اعتباره أميراً للمؤمنين وخليفةً للمسلمين الذي وصل إلى مكانة لم يصلها ملك مختار ولا نبي مرسل.
وإذا كنا قد أصلنا في حلقاتنا “الثقة فالوثيقة” لحقيقة خيانة وعمالة عبد القادر لصالح الفرنسيين.. وبأنه كان أحد أهم معاول الهدم في الإقليم الوهراني وداخل الإمبراطورية المغربية الشريفة، فإن ما يهمنا في هذه المقالة هو معرفة رأي “أمير المؤمنين في سكان جغرافيا الجزائر بمسماها الحالي”.
في هذا السياق، يعترف “الأمير-الأجير” للدبلوماسي البريطاني هاري تشرشل في كتابه “حياة الأمير عبد القادر” (كُتب بإملائه وموافقته) (ص 139-140).. بأن ساكنة هذه الجغرافيا كانت تتسم بالجهل والجمود ومدمنة على الخزعبلات وعلى الخرافة.. فنجده يسرد على “بعظمة لسانه” ما نصه: “وكان الأوروبيون قد استدعوا للإقامة في البلاد، مع حق التملك بحرية. وكانت الأرض تبدو وكأنها تستيقظ من غفوة طويلة. وكانت روح الحضارة الأوروبية تتسرب في كل مكان على الجماهير الهامدة، مضيئة الأماكن المظلمة، شاقة طريقها إلى مراكز الجهل والخرافات”.