تمغربيت:
تطرقنا في المقالتين السابقتين للأزمة التي تسببت فيها الأمانة العامة للPJD.. بتدخلها الغير مسبوق واللا مسؤول في خلاف تام مع الدستور المغربي وكذا المجال الدبلوماسي المحفوظ للمؤسسة الملكية..
تنبيه..
ولأن البعض تصور أنه تحامل على حزب مغربي بعينه واتجاه إيديولوجي بعينه. ولأن البعض الآخر لم ينظر للموضوع مع تقييم الحدث من زاوية خطورة مجال العلاقات الدولية ودقته. حيث حشر هذا الحزب نفسه في أمر دبلوماسي معقد في ظروف دولية معقدة وسياقات إقليمية ودولية معقدة وخطيرة ايضا.. والمعلوم في العلوم السياسية أن أي انزلاق في مجال العلاقات الدولية يمكن أن تكون له تبعات خطيرة تتجه الى حد قطع العلاقات بين الدول او نشوب حروب لا تُحمَد عقباها.
الحكم بالقياس..
ولأن الشيء بالشيء يذكر . ارتاينا أن نعود إلى حدث مشابه وقع لحزب مغربي أيضا سنة 2016.. وكاد أن يخلق أزمة بين بلدين جارين.. استدعى تدخل الملك مباشرة بشكل شخصي كما استدعى تنقل رئيس الحكومة إلى نواكشوط على وجه السرعة لحلحلة الوضع.. ويا للصدف، ويا سبحان الله.. هذا الرئيس للحكومة هو السيد بن كيران نفسه! صاحب السقطة الحالية!
تابع المقال وأحكم بنفسك ..
بدأت القصة سنة 2016. مع تصريح للسيد شباط، وهو آنذاك امينا عاما لحزب الاستقلال. اعتبر فيه موريتانيا جزءا من المغرب، مما تسبب في تفجير أزمة بين المغرب وموريتانيا على المستوى الدبلوماسي،. الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة وسط المجتمع الموريتاني وكذا كل الأحزاب السياسية الموريتانية سواء في الموالاة أو المعارضة والتي شنت هجوما سياسيا وإعلاميا ضد تصريحات شباط والخارحية المغربية ايضا بل وطالبت باعتذار رسمي في شأنها. نفس الاستنكار عبرت عنه شرائح المجتمع المغربي وأحزابه السياسية.
* ردود فعل القصر والخارجية حول سقطة شباط والاستقلال
ولتصحيح دفة السلوك السياسي بالسرعة التي يتطلبها التدخل السريع، قام العاهل المغربي بشكل شخصي باتصال هاتفي بالرئيس الموريتاني؛ تم توثيقه ونشر مضامينه في كل من وكالة الأنباء المغربية والموريتانية.
كما رفضت الحكومة المغربية تلك التصريحات جملة وتفصيلا عبرت عنه من خلال بلاغ الدبلوماسية المغربية. فالخارحية المغربية خرجت ببيان شديد اللهجة وواضح المعنى ضد تصريحات حميد شباط حيث وصفها بالغير مسؤولة والغير مسبوقة والخطيرة معتبرا اياها بالحرف؛ “تنم عن جهل عميق بتوجهات الدبلوماسية المغربية”.
ردود فعل بن كيران حول سقطة شباط والاستقلال
بن كيران صاحب سقطة اليوم كان يمثل آنذاك رئاسة الحكومة وأمين عام ال PJD.
الأزمة هذه، استدعت تنقل رئيس الحكومة على وجه السرعة إلى نواكشوط لتطويقها، من أجل التعبير عن الموقف الرسمي للدبلوماسية المغربية بعيدا عن تصريحات طائشة لا تلتزم ببنود الدستور المغربي، والتي تجاوزت مؤسسة القصر، التي تعتبر السياسة الخارجية للمملكة المغربية مجالا حصريا من مجالاتها و اختصاصا خاصا بجلالة الملك، بحكم الدستور المغربي.
قال رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران آنذاك: “العلاقات الموريتانية المغربية ترتكز على أسس من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر وحسن الجوار البناء، والتصريحات الأخيرة للأمين العام لـحزب الاستقلال لا تتماشى مع ثوابت الدبلوماسية المغربية، ولا تعبر إلا عن رأيه”.
* عِبَر التاريخ
ما يقع اليوم لابن كيران وال PJD. هو هو، ما وقع بالأمس لشباط والاستقلال. آنذاك بن كيران كرئيس للحكومة استنكر وتنكر لتصريحات شباط واعتبرها طائشة تعبر عن راي صاحبها فقط. وأوضح تضاربها مع المصالح العليا للمملكة المغربية والدبلوماسية المغربية! واليوم، مؤسسة القصر تستنكر تصريحاته وتوبخ حزبه! ومع قليل من الحكمة، كان حريا بابن كيران بتجاوز الأخطاء التي وقع فيها شباط!
“والله يستر العيب”