[dllistv][/dllistv]
تمغربيت:
ينقلنا د. عبد الحق الصنايبي بين الصفحة (36-37) من كتاب “محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث (بداية الاحتلال) للمؤرخ الجزائري” ابو القاسم سعد الله”: ليكشف للقارئ على:
– طبيعة ساكنة مدينة الجزائر المتميزة بقابليتها للاستعمار والذل.
– نفي اي دور لأهالي جغرافيا الجزائر في العهد التركي.
– اتباع أسلوب الغدر والفرار في مهاجمة الأتراك العثمانيين عوض مقاومة المحتل الفرنسي. كما فعلوا في العصر الحديث ضد المغرب والجيش المغربي.
* حكام وصاية الجزائر من أحط القوم
قبل الإنزال الفرنسي الأول بسيدي فرج. يذكر لنا شيخ المؤرخين بالجزائر تبادل رسائل بين باشا مصر التركي محمد علي باشا الجزائر التركي الداي حسين.
يقول” ابو القاسم سعد الله:
“وقد كانت مصالح بريطانيا تقتضي استمرار النظام القائم في الجزائر كما كانت مصالحها تقتضي ذلك في المشرق، وحين كتب محمد علي ناصحا الباشا رد عليه هذا بأن يبيع الفول للمسيحيين بدل إعطائه نصائح لا جدوى” ص.36
إذ أمامنا حوار لمراسلة بين محمد علي باشا المثقف والسياسي التركي حاكم مصر، ينصح من خلالها حاكم إقليم الجزائر، التركي حسين باشا (علما أن حكام ايالة الجزائر يعتبرون من القراصنة ومن أحط القوم) بعدم جدوى الحرب ضد فرنسا وأخذ الحيطة والحذر.. بينما يرد عليه حاكم وصاية الجزائر التركية بخطاب أقل ما يقال عنه ان مستواه منحط.. ولعل المستوى المنحط للمسؤولين وخصوصا رؤساء الجزائر منذ بومدين، قد ورثوه من مستعمريهم الأتراك القراصنة الذين كانوا من احط القوم.
* الغدر من ثوابت أخلاقهم (الهجوم والمباغتة ثم الفرار)
يضيف المؤلف: “ولكن حين بلغ حسين باشا ان جيشا فرنسيا قد نزل فعلا في سيدي فرج وانه في طريقه لضرب العاصمة من البر اخذه الخوف. فجنوده الانكشاريين الذين كانوا يشكلون جيشه النظامي لم يكونوا يتجاوزون 6000 رجل، وهي قوة صغيرة لا تكفي حتى للإبقاء على الأمن والنظام محليا. وأمام هذا الوضع رفع الجزائريون رؤوسهم التي كانت مطأطأة وبدأوا يعتدون على الجنود الأتراك في الليل ويلوذون بالفرار… ” ص.36
فقرة مليئة بالعِبر والدلالات؛
– منها؛ وصف طبيعة سكان مدينة الجزائر (الحضر) المتميزة بالقابلية للاستعمار (الإحالة على المفكر الجزائري مالك بن نبي) والقابلية للذل (الإحالة على ديغاسيت والمسؤول الجزائري السابق نور الدين بوكروح) في قوله عنهم: “وأمام هذا الوضع رفع الجزائريون رؤوسهم التي كانت مطأطأة”
– ومنها؛ نفي أي دور لأهالي الإيالة الجزائرية العثمانية؛ فالحاكم التركي والجيش الإنكشاري والإدارة التركية الخ. بينما الأهالي كانوا خاضعين مطأطئي الرؤوس كما وصفهم الشيخ المؤرخ بقوله.: “فجنوده الإنكشاريين الذين كانوا يشكلون جيشه النظامي”
– ومنها؛ إنهم يهاجمون الأتراك، عوض مقاومة المستعمرين الفرنسيين المسيحيين، ويفرون بعد مهاجمتهم ليلا ولا يواجهونهم مواجهات مباشرة. كما جاء في قوله: “…وبدأوا يعتدون على الجنود الأتراك في الليل ويلوذون بالفرار.”
بهذه المناسبة يحيلنا الدكتور الصنايبي على الرسالة الموجهة من طرف الراحل الحسن الثاني إلى الهواري بومدين (محمد ابراهيم بوخروبة) بعد اعتداءات الجزائر على المغرب في حرب امغالا 2 سنة 76، حيث تم الهجوم على الجيش المغربي مثل ما فعلوه في امغالا 1 سنة 76 وكذلك حرب الرمال 63. على طريقة حروب المباغتة والغدر ومع ذلك، لقنهم الجيش المغربي دروسا لن تنسى وشكل لجيشهم ورؤسائهم إلى يومنا عقدة مرضية لا يرجى العلاج منها. ولعل رئيس أركانهم شنقريحة لم يستطع أن ينسى قصة القبض عليه، وهو مازال ضابطا سنة 1976 أسيرا لدى الجيش المغربي.
الحسن الثاني واجه بومدين بالمباشر: (خاصك تكون راجل! خاصك تعلنها ان كنت ترغب في حرب ضد المغرب! دير حرب مباشرة ومواجهة معلنة ولا تختبئ وراء البوليساريو!)
* لم يكن لعرب وأهالي الجزائر أي دور.
يضيف الشيخ في ص.37 من مؤلفه:
“ولكن الأغا السابق استمر في اتصالاته ولا سيما مع العرب الذين قيل انهم يزورونه ليلا ويُعِدون معه خطة للاستيلاء على الحكم..”
والواضح من خلال هذه الفقرة أن الأتراك كانوا حاكمين بباشواتهم وجيشهم الانكشاري وإداراتهم الخ. بينما كان “عرب” الجزائر محكومين خاضعين، لم يكن لهم اي دور يُذكر. مجرد أهالي مطأطئي الرؤوس .. فمع قرب دخول الفرنسيين وإنزال سيدي فرج 1830. واستعدادهم مع الأغا السابق للاستيلاء على الحكم كما يقول شيخ المزورين، دليل آخر على أن “الأهالي والعرب من الجزائريين” كانوا يعيشون على هامش أجهزة الحكم والدولة والإدارة والجيش الخ.