تمغربيت:
* عودة السفير الجزائري إلى باريس على استحياء
ورجع كالعادة سفير الجزائر إلى فرنسا في سرية تامة! ولولا الصحافة الفرنسية كالعادة.. ما كان لأحد أن يعلم بالحدث والخبر والمسرحية-المهزلة..
المجلة الفرنسية jeune Afrique هي أول من نشرت خبر عودة ورجوع المطلقة الى دار طاعة زوجها.. وعودة السفير الجزائري سعيد موسى إلى باريس، وعودة الأمور إلى مجاريها، أو لنقل انتهاء المسرحية التي عودتنا عليها الجزائر.. وأعتادت عليها فرنسا ولم تعُد تنطوي على أحد. عودة كالعادة بدون اعتذار ولا حتى طلب من الجهات الفرنسية. لكن هذه المرة، عادت المطلقة الجزائرية بسرعة فائقة حيث لم تكمل شهرا من “زعلها”! زعل ومسرحية جاء على إثر هروب المعارضة أميرة بوراوي تحت اشراف السفارة والمخابرات الفرنسية بتونس. مرغت أنف النظام الوظيفي الجزائري.
نفس الأمر وقع ايضا قبل سنة على إثر تصريحات ماكرون حول فضل فرنسا في صنع دولة سمتها الجزائر سنة 62، بعدما وجدتها بلا تاريخ ولا هوية اثناء الاحتلال التركي لجغرافيتها. وبنفس الأسلوب والمسرحية البايخة، تم سحب السفير بالطبل والغايطة ليتم ارجاعه فيما بعد على استحياء وسط صمت رهيب.
* مقارنة بالدرس المغربي في السيادة
ولنقارن هذه المذلة المميِّزة لنظام الجزائر الفاقد للشرعية، وكيف تصرفت المملكة المغربية في ازمتها مع ألمانيا. بحيث لم ترجع السفيرة المغربية زهور العلوي إلى المانيا إلا بعد 10 أشهر، وهي المدة الزمنية التي راجعت فيها المانيا اوراقها فقررت الاعتراف بمغربية الصحراء، والتوبة عما اقترفته ميركل من ذنب في حق المملكة الشريفة ..فرجعت العلاقات الى طبيعتها بين البلدين، لكن بالعز والهمة والشان كما نقول بالدارجة المغربية.
ولنقارن ذل نظام جزائري يحتاج إلى سند فرنسي للبقاء في السلطة. وكيف تصرفت في المقابل، الدبلوماسية المغربية في ازمتها مع إسبانيا. بحيث لم ترجع السفيرة المغربية كريمة بن يعيش إلى مدريد إلا بعد سنة من الزمن، وبعد جولات حوار بعيدا عن الإعلام، واخيرا بعد اعتراف إسباني صريح بمغربية الصحراء، في صفعة تاريخية ضد الجزائر واطروحتها العدائية الانفصالية ضد المغرب.
رجوع العلاقات الى طبيعتها بين البلدين بعد إزالة الورم الخبيث الذي كان السبب في توتر العلاقة. اي بإقالة غونزاليس لايا وزيرة الخارجية الأسبانية من منصبها. إقالة “جماعية” تمت في أسبوع واحد مع صبري بوقادوم من بلاد هوووك، التي كانت وراءها قوة وصلابة صاحب المقص الملكي السيد ناصر بوريطة، والذي بالمناسبة سيكون السبب قريبا في طرد لعمامرة الفاشل، من منصبه ايضا.
لا ندعي أننا رَكَّعنا المانيا ولا أننا سخقنا اسبانيا..
بل نقول بكل تواضع أن الأمر يتعلق بتاريخ عريق ودبلوماسية ضاربة في التاريخ واستقلالية وسيادة يتميز بها “مغرب اليوم” الذي لا يشبه “مغرب الأمس”
* الماك تزلزل باريس والجنازة في Sheraton
ونحن نكتب هذه المقالة. قامت حركة “الماك” الممثلة لفدرالية القبايل وحكومتها بالمنفى، بتظاهرة كبيرة وسط باريس ضد الاحتلال الجزائري الأقدم على مستوى أفريقيا، والاعتقالات ضد الأمازيغ بتيزي وزو ونشطاء الMAK. الا اننا لم نسمع تنديدا أو سحب سفير احتجاجا ضد فرنسا من طرف النظام العسكري التابع للممتلكات الفرنسية كما كان يطلق الفرنسيون على جغرافيتها (1835م.) – فلم يُسمع لهم نطق ولا كلام ولا صوت أقدام.-