تمغربيت:
لقد أضحى الخطاب الملكي السامي الذي وجهه العاهل المغربي إلى الأمة بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب.. بتاريخ 20 غشت 2020، محطة ومنعطفا تاريخيا في ملف الصحراء الغربية المغربية. تبلور في إطار دينامية واستراتيجية واضحة المعالم بدأت مع الحكيم الحسن الثاني وتستمر في تطور وتراكم للتجربة مع محمد السادس.
خطاب حاسم وموقف صارم..
كان خطابا حاملا لموقف وقرار مفصلي جديد يساوي في أهميته قرار المملكة الشريفة تبنيها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.. الذي تقدمت به إلى مجلس الأمن سنة 2007. والذي تبنته الأمم المتحدة عبر 18 قرارا أمميا أو يزيدون.
* موقف وقرار وخطاب يعكس التطور الملموس على المستوى الدبلوماسي.. حيث أن العديد من الدول صارت تصطف الى جانب المغرب، داعمة مبادرة الحكم الذاتي، في احترام لسيادة المغرب الكاملة على أراضيه.. وكمرجع وإطار وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
واقع جديد.. موقف جديد..
هذا الواقع السياسي والدولي الجديد، شكل حافزا حقيقيا لبلورة هكذا موقف صارم، صريح وقوي. وأسس لمرحلة جديدة؛ سواء تعلق الأمر بالموقف الوازن والثابت للولايات المتحدة الأمريكية.. أو “الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا.. التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته”، بتعبير جلالة الملك.. أو المواقف البناءة الداعمة لمجموعة من الدول الأوروبية؛ منها ألمانيا وهولندا والبرتغال، وصربيا وهنغاريا(المجر) وقبرص ورومانيا- أو الدول العربية الشقيقة، خاصة الإمارات ،الأردن ، البحرين، جيبوتي وجزر القمر.. والتي فتحت جميعها قنصليات بالعيون والداخلة.. أو الدول العربية الأخرى الداعمة لمغربية الصحراء، من دول مجلس التعاون الخليجي، مصر واليمن.. أو “مواقف أشقائنا الأفارقة، حيث قامت حوالي 40 في المئة من الدول الإفريقية.. تنتمي لخمس مجموعات جهوية، بفتح قنصليات في العيون والداخلة”.. كما حاء في الخطاب- أو 30 دولة التي قامت بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية، تجسيدا لدعمها الصريح، للوحدة الترابية للمملكة، ولمغربية الصحراء- أو دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، معقل أنصار البوليساريو سابقا، التي قامت العديد منها، بفتح قنصليات في الصحراء المغربية وعبرت بعضها عن رفض أطروحة الاتفصاليين.
* ولعل أبرز ما احتفظت به ذاكرة المغاربة، واستوعبته الدول الصديقة من جهة، كما اربك في المقابل اعداء الوحدة الترابية، ما جاء في ثنايا الخطاب أن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء هو ما يحدد علاقاته مع باقي دول العالم.. والتعبير لجلالته بالقول؛ “أوجه رسالة واضحة للجميع : إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات“.