تمغربيت:
لازالت الشهادات تتناسل عن “الدعم السري” لفرنسا لجنرالات الجزائر المتورطون في مذابح العشرية السوداء.. ويبدو أن بعض الجنرالات والسياسيين يعيشون نوعا من صحوة الضمير، خاصة وأن معظمهم يعيش بعيدا عن قبضة العسكر.. ويتمتع بجنسية أخرى تضمن له الحماية القانونية.
نواصل في هذه الحلقات سرد شهادة الجنرال الجزائري والوزير الأسبق رشيد بنيليس في كتابه “في أروقة السلطة”، حيث يؤكد على الدعم الفرنسي “اللامشروط للجنرالات”.. بل وأن فرنسا تدخلت لتعيين لجان تقصي الحقائق على المقاص وضغطت في الاجتماع 54 للجنة حقوق الإنسان في جنيف.. من أجل عدم استصدار قرار يدين المجازر التي تورط فيها النظام العسكري الإرهابي.
لقد رفضت فر نسا أية إدانة للنظام العسكري الجزائري والذي أثبت ولاء وخضوعا منقطع النظير.. وكان (كما يؤكد المؤلف) ينفذ التعليمات القادمة من فرنسا بالحرف. ولعل هذا “الانبطاح” هو ما جعل فرنسا تقدم دعما “عشوائيا” للعسكر بتعبير الرمز القبايلي الحسين آيت أحمد.
إن الشعب الجزائري الذي يتذكر بألم وجرح كبير أحداث العشرية السوداء، عليه أن يعلم أن الجرائم تمت تحت أعين.. وبمباركة فرنسا والتي لم تُقم يوما وزنا لدماء الجزائريين ولا العرب ولا الأمازيغ ولا المسلمين.. فمتى يستيقظ هذا الشعب ويعلم أنه يُحكم “بالوكالة” من طرف عصابة فرنسا في الجزائر؟