تمغربيت:
التاريخ.. ذلك السلاح الذي تخضع له المناورات وتركع له الدسائس وتتكشف له طواعية الحقائق.. التاريخ الذي لا يمكن مقاومة مساره ولا حتمية أحكامه. ولذلك قلنا دائما بأن عدو جغرافيا الجزائر هو التاريخ الذي لا يرحم ولا يؤمن بالتقية والمداراة والتخطيط من وراء الغرف المظلمة.
إن ادعاءنا بأن الجزائر ما هي إلا امتداد ترابي وسياسي لفرنسا.. لم يكن ادعاء حاقدا ولا ابتداعا دون حجة أو بينة.. وإنما هو نابع عن قناعة أكدتها شهادات من عايشوا مراحل مهمة من التاريخ الحديث لجغرافيا الجزائر.
في هذا الصدد، أكد الجنرال الجزائري رشيد بنيليس في كتابه “في أروقة السلطة”.. بأن فرنسا لم تدعم فقط النظام الجزائري في سياسته الدموية ضد الشعب خلال ما عرف بالعشرية السوداء.. وإنما ترافعت لصالحه ووقفت ضد أية محاولة للتنديد بالمجازر الإرهابية التي ارتكبها العسكري إبان تلك الفترة المظلمة والتي أعقبت توقيف المسار الانتخابي.. الذي أعطى الأغلبية الساحقة لحزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1991.
رشيد بنيليس أكد بأن فرنسا تدخلت بكامل ثقلها من أجل تحديد العناصر المكونة للجان تقصي الحقائق.. وعملت على إقصاء المعارضين من لقاء هذه اللجان، بل وقامت بكتابة تقارير على المقاس تُمجد في السياسات العسكرية الهمجية لجنرالات الجزائر.
هي إذا فرنسا التي ظلت تتعامل معنا بتقية خبيثة.. قبل أن تجبرها قوة الدبلوماسية الملكية على الخروج للعلن وإعلان حقيقة عدائها الخبيث لكل ما هو مغربي..
#فرنسا_أم_الخبائث