تمغربيت:
يبدو أو حالة الاستعباد التي تعيشها الجزائر في علاقتها مع “الدولة الأم” فرنسا.. والطريقة الاستعلائية التي يتعامل بها الإليزي مع العسكر الجزائري، جعلت فرنسا تحِن إلى ماضي استعماري يجتهد المجتمع الدولي للقطيعة معه.. خاصة مع ترسخ مبادئ الدولة الوطنية في سياق دولي يشجع على التعاون “السيادي”، بعيدا عن منطق التبعية والإلحاق.
غير أن فرنسا، التي وجدت نفسها مرتبطة بإفريقيا وبحاجة وجودية إليها.. ارتأت العودة إلى منطق الابتزاز والاستفزاز من أجل إعادة العديد من الدول الإفريقية إلى “بيت الطاعة الفرنسي”.
وإذا كانت فرنسا قد نجحت قد نجحت في “طي” مقاطعتها السابقة وتحويلها إلى ملحقة فرنسية “مُعلنة”، فإن مناوراتها مع الإمبراطورية الشريفة محكوم عليها بالفشل، بالنظر إلى الاعتبارات التالية:
أولا: المغرب دولة ضاربة في التاريخ وسبق أن وصل نفوذها الترابي والسياسي إلى داخل العمق الفرنسي.
ثانيا: المغرب بلد معتاد على دبلوماسية المحاور، ومنذ عهد أحمد المنصور الذهبي ترسخت هذه الاستراتيجية حتى أصبحت “made in morocco”. وبالتالي لم يعرف عن المملكة أنها كانت مرتهنة في علاقاتها الخارجية مع دولة أو كيان بعينه.
ثالثا: طبيعة صناعة القرار السياسي في المغرب تأخذ بعين الاعتبار تعاقد سياسي واجتماعي بين الحاكم والرعية، وبالتالي فهي ليست حكرا على أشخاص يمكن الضغط عليهم أو توجيههم.. وهنا نؤكد بأن الملكية في المغرب تشتغل بنفس شعبي-اجتماعي وجماعي.. وبالتالي فإن صياغة القرار تأخذ بعين الاعتبار تطلعات شعب غيور على تاريخه وحضارته وسيادته كما قال المقيم العام الفرنسي الماريشال ليوطي.
وفق هذه المقاربات، تحولت فرنسا من شريك استراتيجي كلاسيكي إلى مصدر إزعاج رسمي ورفض شعبي.. وهذا ما يجعل القطيعة معها مطلبا ملحا للشعب المغربي، ما دام أن الإليزي يرفض استقراء المعطيات الحالية والتي تجعل من المغرب في موقع جيوستراتيجي أقوى من فرنسا.. لا على مستوى النشاط الناعم في إفريقيا ولا على مستوى الحلفاء الأقوياء الذين يعتمد عليهم.. ولا حتى على مستوى ما يستطيع أن يقدمه المغرب لأوروبا التي تعيش على وقع هزات سياسية واقتصادية تُنبئ باقتراب انفراط عهد “الاتحاد” الأوروبي.
هي إذا دعوة لفرنسا لإعادة قراءة المتغيرات الجيوستراتيجية إذا ما أرادت المحافظة على مصالحها الحيوية مع بلد مستقر سياسيا.. ومتطور اقتصاديا ومنسجم اجتماعيا.. وإلا فهي القطيعة التامة مصداقا لقوله تعالى “ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات” صدق الله العظيم