تمغربيت:
* مع اقتراب نهاية الحكم التركي..
في آخر الحلقة، ب Med Radio، يتطرق الدكنور الصنايبي لفترة اقتراب نهاية الحكم التركي للجزائر. فيستدعي أحد المؤرخين الغربيين.. ويعلق الأمر بالأكاديمي واستاذ التاريخ بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية: وليام سْبِنْسر William Spencer.. وكتابه المهم جدا ( الجزائر في عهد رياس البحر). ليبرز لنا، اولا، معنى ودلالة اسم الجزائر في كتب التأريخ، في العهد العثماني. حيث تعني مدينة الجزائر Alger ودولة مدينة الجزائر. فالأتراك لم يكونوا يحكمون جهات وهران وتلمسان وبجاية والقبايل ولا الصحراء طبعا.
وهو حال جغرافيا الجزائر كما وجدها الفرنسيون سنة 1830م. – ويبرز لنا ثانيا ان هذه الجغرافيا الصغيرة جدا كان يحكمها قراصنة أتراك من احط القوم وكانت الخارجية العثمانية هي الممثلة لدبلوماسية هذه الإيالة وبالتالي لم يكن للأهالي كما كانوا يوصفون ( الجزائريون) اي حظ في الدولة و مؤسساتها الإدارية الداخلية و الخارجية.
– يقول وليام سبنسر: “وفوق هذا فإن دور مدينة الجزائر في حضارة البحر الأبيض المتوسط يبقى غير واضح إذا قيس هو وحده في نطاق السياسة الخارجية العثمانية المنفذة من طرف القرصان. إن عصر القرصنة وهو فترة العظمة بالنسبة لشمال إفريقيا التركي وعلى رأسه دولة مدينة الجزائر قد اختفى بالسرعة التي بزغ بها. لهذا فإن غريبة بروز مدينة الجزائر يضاهيها انحدارها السريع إلى الظلام”
* مع دخول الفرنسيين
– ثم يستشهد د. الصنايبي بفقرة تاريخية موثقة لوليام سبنسر تُفنِّد تماما اكاذيب رئيس الجزائر زين الأسامي الذي يتحدث عن مقاومات ونضالات الجزائريين ضد الفرنسيين مع دخولهم سنة 1830م، وطرد الأتراك منها.. في تبرير لا يستند إلى أي وثيقة أو سند تاريخي لملايين “الشهداء” تفوق مليون ومليون ونصف و5.630.000.و13مليون من “الشوووهاااضااا” !!
– يقول سبنسر: “ولقد لقيت الوحدات الفرنسبة وهي تسير في عاصمة القرصان تحية الصمت وذلك بالرغم من أن دكاكين التجار الحزائريين بقيت مفتوحة والرجال الأشداء الجالسون في المقاهي قد استمروا في احتساء القهوة وتدخين غليونات المياه. فكان ذلك بمثابة انتهاء عصر ولا احد يأبه.”
– فالجزائريون بحق كانت دائما لديهم تلك القابلية للاستعمار كما قالها مالك بن نبي.. فانتهاء عصر الأتراك (المسلمين) وبداية عهد الفرنسيين ( النصارى) لم يشكل لديهم اي انتباه او إزعاج أو صدمة. فهم كانوا دوما مجرد اهالي بعيدين عن مؤسسات الدولة والإدارة. خاضعين لأي شعب وسلطة وعاصمة وصلت إلى تلك الجغرافيا لبسط الحكم عليها.!!!