تمغربيت:
الإرهاب لا دين له..
* الإرهاب terrorisme؛ لا دين له ولا انتماء، لا جنسية له، ولا لون. يمارسه الأفراد والجماعات، والمنظمات والدول.. كما البيض والسود، والأغنياء والفقراء، المسلمون والمسيحيون واليهود واللائكيون والملحدون. يقع في الشرق كما في الغرب، في أفريقيا كما في أوربا…
كما ان طبائع ومستويات الإرهاب متعددة؛ منها الإرهاب السلوكي، الذي يتم بأسلوب عنيف ودموي.. أو الإرهاب “الفكري الأيديولوجي” الذي يتم بأسلوب النشر والإعلام والبروباغوندا وغسيل الأدمغة. او الإرهاب النفسي الذي يتم بأسلوب عنصري من تحقير وشتم واستفزاز. الخ.
إرهاب لا حدود له..
إنه إرهاب يمكن أن يطال نبيا من الأنبياء أو كتابا مقدسا، أو راية أو رمز وحاكم دولة.. إرهاب يرتبط ارتباطا عضويا متلازما بالتطرف الفكري والسلوكي والنفسي.
– المناسبة والإشارة هنا إلى أحداث إحراق المصاحف بسويسرا وغيرها من بلاد أوربا، التي تكررت غيرما مرة. في هجوم سافر ضد دين الإسلام وأتباعه. والمصحف هو كتاب الله الذي يتعبد به المسلمون.. الجامع بين دفتيه أوراقا يحوي كلام الله الموجه للمؤمنين والبشرية جمعاء. والقرآن هو المقروء والمكتوب من كلام الله ووحيه، المنزل على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
– فإن تمت الإساءة لنبي أو إحراق أوراق مصحف، فذاك لن يمس من سمو وقداسة النبي ولا القرآن. فناقل الوحي مُرسَلٌ معصوم، ومصدره هو الله جلَّ وعزَّ، ولغته وبيانه كله إعجاز…
قالوا عن القرآن الكريم..
* هذا القرآن جعل من المسيحي ثم الماركسي ثم الاشتراكي، الفيلسوف البروفيسور الفرنسي روجيه غارودي.. يقول فيه قولا لطيفا وعميقا، بعد اهتدائه بأنوار هذا الدين.. حيث كانت دراسته للقرأن السبب الرئيسي في إسلامه: (غارودي يرى في القرآن تلك الرابطة والحبل التي تصل علاقة المطلق الأزلي بالنسبي الزمني :
– فالقرآن هو كلام الله غير المخلوق غير المرتبط بالزمان.
– والقرآن هو برهة (اتصال) الإنسان بالله، برهة بها بدأت أعظم وأسمى مغامرات الملحمة الإنسانية)
* وقريب من هذه المعاني يقول المفكر الفرنسي والخبير القانوني مارسيل بوازار Marcel André Boisard، صاحب كتاب “إنسانية الإسلام”: “لا بد عند تعريف النص المقدس في الإسلام من ذكر عنصرين، الأول أنه كتاب منزل أزلي غير مخلوق، والثاني أنه (قرآن) أي كلام حي في قلب الجماعة.. وهو بين الله والإنسانية (الوسيط) الذي يجعل أي تنظيم كهنوتي غير ذي جدوى”
الغزالي: القرآن قطب الإسلام..
* ويقول محمد الغزالي في مؤلفه”ليس من الإسلام”:
– القرآن هو المصدر الأول للتشريع والتعاليم الإسلامية. وهو بمثابة الدستور الإسلامي. وهو قطب الإسلام ومنبع شرائعه. ويتضمن أصول الإسلام والصور العامة للإسلام عقيدة، احكاما ومعاملات الخ
– القرآن هو الهداية الأولى للناس التي صدرت عن الله والتي تحتوي آياته على معالم الصراط المستقيم. هو كلام الله فوق كل كلام (..ومن أصدق من الله حديثا) -النساء-.
– ومقتضى الإيمان بالله وكتابه هو تأمل وتدبر آيات الكتاب لتحقيق النفع دينا ودنيا وآخرة.
وطبيعة السنة والقياس والاصطلاح الخ. طبيعة الفروع مع الأصل.
* قال موريس بوكاي الطبيب والمفكر الفرنسي صاحب كتابً “الإنجيل،القرآن والعلم La bible,le coran et la science”، في القرأن : “لقد قمت بدراسة القرآن الكريم وذلك دون فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث.. فأدركت أنه لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث”.
* أيضا قال المستشرق الكاتب المؤرخ والدبلوماسي الأمريكي واشنطن إيرفينغ Washington Irving في القرآن: “كانت التوراة في يوم ما هي مرشد الإنسان وأساس سلوكه. حتى إذا ظهر المسيح، اتبع المسيحيون تعاليم الإنجيل، ثم حلَّ القرآن مكانهما، فقد كان القرآن أكثر شمولاً وتفصيلاً من الكتابين السابقين، كما صحح القرآن ما قد أدخل على هذين الكتابين من تغيير وتبديل. حوى القرآن كل شيء، وحوى جميع القوانين إذ أنه خاتم الكتب السماوية”
* فكلام الله كما قال أحد العلماء كله هدى، وكله شفاء، وكله نور، وكله حكمة وبيان.
ونختم بقوله تعالى: (تنزيلً من الرحمن الرحيم) – (تنزيل من رب العالمين) – ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد) – (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين).