تمغربيت:
لم نتطاول على دولة مدينة الجزائر عندما قلنا بأنها عبارة عن جغرافيا فقيرة تاريخيا وحضاريا وتراثيا.. ولم يُخطئ السفير الفرنسي السابق في الجزائر xavier Deiencouurt.. عندما قال بأن المغرب قوي جدا في تقاليد استقبال الضيوف وهو ما تفتقر إليه الجزائر.
ولعل الشواهد التاريخية والصور الحالية تقطع بأن النظام العسكري عنده مشكل حقيقي في ثقافة وتقاليد الاستقبال.. وهو ما جعل الجميع يسجل مشاهد كارثية عند استقبال الضيوف السياسيين أو العسكريين أو حتى الرياضيين.
في هذا السياق، يعترف الجنرال الجزائري رشيد بن يليس في كتابه “في أركان السلطة 1962-1999”.. بأن النظام العسكري كان يعاني مشكلة حقيقية مع مراسيم الاستقبال، ويعطي المثال بزيارة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.. إلى الجزائر سنة 1980، حيث وجدت في استقبالها الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد. وتمت مراسيم العشاء الرسمي في فندق الأوراسي، الذي قال عنه بأنه مفخرة الفندقة الجزائرية.
في هذا العشاء، يقول الكابران برتبة جنرال.. بأن ما أفسد أجواء هذا العشاء هو توزيع قنينات الصودا على الموائد في صناديق من طرف المكلفين بالتخديم على الضيوف.. وهو ما جعل الملكة، حسب الجنرال بنيليس، تنظر إلى هذا المشهد باستغراب شديد.. رغم ما عرف عنها من بساطة لا تفتقد إلى اللباقة والأناقة.
هذه الصورة الحقيقية والكوميدية في نفس الوقت، تُلخص حالة اللا تاريخ واللا تقاليد واللا أعراف، في دولة حديثة على التاريخ وعلى الجغرافيا.. وفي الطريق لأن تتحول إلى عبء على المنطقة ومصدر قلق لضفتي البحر الأبيض المتوسط.