تمغربيت:
سؤال جميل ووجيه اثاره السي الرمضاني في برنامجه ” بدون لغة خشب”: هل كل ما مر من كلامك يساعدنا في فهم سلوك النظام الجزائري تجاه المغرب؟
الرد.. بالوثيقة
والرد ايضا كان وجيها وصريحا ومباشرا، مع مقدمة صغيرة تفي بالغرض. يقول الدكتور الصنايبي: يمكن أن تجد الحلول أمام أي شيء يعترضك. كما يمكن أن تستعمل العقل والفكر والمنطق مع الكل إلا الأحمق.. ذلك ببساطة لأنك لا تتوقع ردة فعله. وقد قيل لعيسى ابن مريم عليه السلام: يا روح الله إنك تحيي الموتى؟.. قال: نعم بإذن الله. قيل وتبرىء الأكمة؟ قال: نعم بإذن الله. قيل: فما دواء الحمق؟ قال: هذا الذي أعياني- ( أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي).
الكابرانات استمرار لنسق سياسي ساد منذ الحكم التركي..
– إنه استمرار للنسق السياسي الذي كان منذ عهد الأتراك.. ذلك وللأسف الشديد ان من حكم جغرافيا الجزائر من الأتراك( 1515-1830)، لم يكونوا من صفوة الخلق.. بل كانوا من نوعية الأتراك المنتمين لأحط الطبقات الاجتماعية. وخاصة طبقة الانكشارية الذين كانت تأتي بهم السلطنة إلى بلاد الاناضول.. فيتم دمجهم في سلك الجيش العثماني، والفئة التي كانت تشكل خطرا على السلطنة أو التي عبرت عن شذوذ سلوكي كانوا يرسلونها الى الإيالات مثل الجزائر.. كلام تقول به جميع المراجع التاريخية. وبالتالي استمروا ( الجزائريون) على نفس هذا النهج ونفس الاسلوب والنمط من الحياة؛ خصوصا انهم بقوا على هذا الحال منذ قرون، مجرد أهالي لا غير، محكومين متأثرين بمن حكموهم.
– مناسبة للإشارة إلى قصة القنصل الفرنسي المعتمد من طرف السلطان العثماني بالقسطنطينية، الذي اشار على شارل التاسع (على الأرجح)، ان يقيم اتفاقية مع الداي التركي بالجزائر. فاجابه الملك انه لا يمكن ان يعقد اتفاقيات وعقود مع لصوص وقراصنة؛ (هكذا اذا كانوا وهكذا كان يُنظَر اليهم..مجرد قراصنة ولصوص من أحط القوم).. (راجع كتاب “الأتراك العثمانيين لمؤلفه التركي عزيز سامح التر).
– لذلك – يستنتج الدكتور الصنايبي- أن نمط وأسلوب نظام الحكم بالجزائر المتأثر بحكم اللصوص والقراصنة وأحط القوم من الأتراك، لا يمكن فهمه وتوقع ردات فعله هو ايضا.