تمغربيت:
يوما بعد يوم تكشف لنا الشهادات والوثائق عن الجانب المظلم من الحياة السياسية لهواري بومدين (محمد بوخروبة).. ويوما بعد يوم نتيقن بأن الله سبحانه وتعالى أنقذ هذا الوطن الشريف من كيد أعدائه.
فبعدما وقفنا على فشل تدبير بومدين لمحاولة اغتيال المغفور له بإذن الله الحسن الثاني.. عن طريق العميل الفنزويلي إليتش راميريز سانشيز المعروف ب “كارلوس”.. يكشف لنا كتاب المحلل السياسي الجزائر نوفل امبارك الملي عن محاولة بومدين امتلاك القنبلة النووية.. مقابل توقيعه لاتفاقيتين سريتين مع فرنسا (1967 و 1972م).. تقضي باستمرار التجارب النووية في الصحراء الشرقية المغربية مقابل تمكين الجزائر من المحطة النووية “بجميع تجهيزاتها”.
والأكيد أن بومدين لم يكن يفكر في تحويل المحطة النووية B2 Namous إلى ملعب لكرة القدم أو ضيعة فلاحية.. وإنما كان الرهان هو الحصول على التقنية النووية وبالتالي قلب موازين القوى في المنطقة لفائدة الإيالة الفرنسية.
ولعل الجانب الإرهابي في الموضوع أن بومدين لم يرف له جفن لموت الآلاف من سكان المنطقة جراء التجارب النووية.. ولم يحرك ساكنا للآثار الكارثية لهذه الجرائم النووية، بل حتى أنه لم يخبر كاتم سره بوتفليقة عن فحوى الاتفاقين السرين مع فرنسا.
إن وفاة بومدين سنة 1978م، قبل أيام من تنفيذ مخطط اغتيال الحسن الثاني.. وأيضا رحيله قبل أيام من انتهاء مدة الاتفاقية الثانية.. يقطع بأن الإمبراطورية الشريفة كانت، ولاتزال، محروسة بالعناية الإلهية وبدعوات أهلها الطيبين.. وعلى الجميع أن يتساءل “ماذا لو امتلك نظام إرهابي أحمق القنبلة النووية؟”.. نظام قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب وأغلق خط الغاز وأغلق الأجواء الجوية.. مثل هذا النظام لن يتورع عن الفتك بملايين المغاربة مقابل عقد نفسية لا زالت تلازمه إلى اليوم.