تمغربيت:
ما كشفه المونديال في قطر فضحته العملية الإرهابية ضد الأكراد في باريس، حيث تم استهداف الأكراد من طرف إرهابي فرنسي يبلغ من العمر 69.. وهي الجريمة الإرهابية التي ذهب ضحيتها ثلاثة أكراد وثلاثة جرحى حالتهم حرجة.
ولعل الغريب في الأمر أن الإعلام الفرنسي والغربي (الخاص والرسمي) تجنب وصف العملية بالإرهابية.. رغم أنها استهدفت مواطنين عزل وهدفت إلى خلق حالة من الرعب والإرهاب في حق الأكراد. وهنا نتساءل ونسائل لو أن عربيا أو مسلما قام بمثل هاته العملية في حق الفرنسيين أو الغربيين عموما؟؟ أكيد أن الجميع سيصفها بالعملية الإرهابية وسيتخاطف القوم لنعت العرب والمسلمين بأقبح الأوصاف وأقدح النعوت.
إن التغطية الغربية لمونديال قطر، .. أظهرت الوجه القبيح والخبيث للغرب.. وأكدت أن من يدعي الحرية والمساواة والإيخاء إنما يحمل في جيناته ترسبات عنصرية تنظر باستعلاء إلى كل ما هو عربي أو إسلامي. وهي القناعة التي ترسخت مع الجريمة الإرهابية التي استهدفت الإخوة الأكراد في باريس.
إن التعامل العنصري والاستعلائي للغرب، يجعل دول الجنوب عموما أمام ضرورة الوقوف وقفة تمعن واستدراك.. لمراجعة مواقفهم من الغرب وحتى من حكوماتهم. فهذا الغرب القبيح هو الذي يحرك المجتمعات على حكامها ويهيء الشروط لإخضاعها، ويستعمل الشعوب كحطب لإفشال الدول خاصة تلك التي لم تخضع لإملاءاتها.
وبالمحصلة فإنما نهلك عمراننا بأيدينا.. ونهدم بناءنا ونستبيح دماءنا بأنفسنا لأننا سلمنا عقولنا لقوم لا يرون أننا نستحق أن نكون في مقدمة الأمم وعلى عرش الحضارات.. ولقد رأينا كيف تكالب القوم على التنظيم الرائع لدولة عربية.. وكيف تآمروا على وصول منتخب عربي وإفريقي لنصف نهائي كأس العالم.. فمتى نستيقظ ومتى نحسن الظن في أنفسنا ودولنا ورؤسائنا حتى لا نخرب بيوتنا بأيدينا.