تمغربيت:
– لقد عودنا رئيس ميليشيا النظام الجزائري زين الأسامي بخرجاته المبكية المضحكة عبر ما يطلق عليه الندوة الصحفية الشهرية والدورية أحيانا .. حيث يتم التحضير لها بعناية بدءا باختيار صحفيين مغمورين واسئلة موجهة ومُصفاة بدقة .. ومع ذلك لا تخلو من فضائح بعد تقطيع ومونتاج وإخراج ليتم نشرها وبثها أخيرا بشكل بئيس.. جعل متابعتها ضعيفة جدا حسب الإعلام الجزائري نفسه.. لتصبح وجبة دسمة لرواد اليوتيوب فقط؛ لفرط ما تحتويه من تهافت وأكاذيب وتناقضات، ناهيك عن لغة الزنقة والمقاهي الرديئة التي يستعملها تبون والتي تعري على مستواه كسابقيه ممن تناوبوا على حكم الجزائر . هذا مبلغهم من العلم !
– نقف في هذه المقالة على خرجة واحدة فقط مما جاء في الندوة الصحفية الأخيرة حيث قال بالحرف :
” واحد عندو طيارة خاصة او واحد ينهض على 5 ديال الصباح يدير الصف على ساشية ديال حليب”
ساشي حليب يساوي لتر واحد من الحليب وهي الحصة المسموح بها للزبون اللذي ينهض قبل ال5 صباحا !
– فهل يحِل كلام او نقاش او اعتراف بعد هكذا اعتراف ؟ وهل بعد هذا التشخيص يمكننا الحديث عن جزائر جديدة وصفا لعهد مابعد بوتفليقة ؟ وهل بعد هذه النكتة يمكن الرجوع إلى وعود تبون سنة 2019 لمحاسبته عن إخفاقاته وفشله في كل ما وعد به الشعب الجزائري ؟
كلامه هذا وتشخيصه هذا يلخص المشهد البئيس للنظام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فالجزائر هي هي كما كانت في عهد بن بلة إلى يوم الناس هذا، لا ولم تعتمد يوما على تنويع الاقتصاد ولم تتمكن من الخروج من شبه اقتصاد او اقتصاد ربع يعتمد اولا واخيرا وحصريا على المحروقات لا غير .. وكأن الحزائر هي صوناطرلك وصوناطرلك هي الجزائر … فلا سياسة فلاحية نجحت ولا قطاع صناعة نجح ولا قطاع خدمات ولوحيستيك نمى وتطور … مما يعيد إلى أذهاننا السؤال المحوري الذي جعله المرحوم بوضياف سنة 1964 عنوانا لكتابه ثم ألف على منواله المعارض محمد سيفوي ايضا كتابه بفرنسا والمتداول إلى يوم الناس هذا :” الجزائر إلى أين ؟ où va l’Algérie ” … كما يحيلنا إلى كلام بليغ ابتكره المثقفون الأوائل بالجزائر : ” بلد غني وشعب مُفَقّر pays riche et population appauvrie “