تمغربيت:
جلد الذات.. عقيدة البعض..
كثيرون هم أولئك الذين كتبوا عن “مونديال” قطر، فأشادوا حتى ظنناهم “قطريين” أكثر من أهلها!
قد نتغافل عن ذلك، فلا أحد ينكر “الإنجاز القطري”؛ والمستغرب أن يستحيل تمجيد هذا “الإنجاز” بحثا عن الهفوات وتلقفا للعثرات في لحظة فرح جماعي للمغاربة.
فكيف سنفهم الجمع بين الفرح مع المغاربة بعودة المنتخب من جهة.. وبين نقمة عارمة ومتضخمة على الإعلام العمومي تحت قناع “رداءة التغطية” من جهة أخرى؟!
أليس في فرحنا ما يستدعي تجاوز الهفوات والعثرات إن وجدت؟!
كيف نفهم هذه الإشادة اللامشروطة ب”الإنجاز القطري” مع البحث عن أدنى هفوة هنا لنقول للمغاربة “هناك أمر ما ليس على ما يرام”؟!
أليس من العيب وقلة “الصواب” (بتعبير المغاربة) هذا الخطاب في لحظة المفترض فيها استدعاء المشاعر والعواطف الوطنية؟!
لماذا يتسابق البعض نحو توجيه سهام النقد النشاز، لا نحو بعث قيم الوطنية ووعيها انطلاقا من حدث خاص جدا؟!
الحاقدون على منتوج الدولة.. ولو في عز الأفراح
لما كانت عين رضاهم متضخمة تجاه قطر، فقد “سكروا” في كل صغيرة وكبيرة من “إنجازها”، في “بشت ميسي” و”رقصة العرضة الخليجية” و”بالونات كأس المونديال” و”خضرة عشب الملاعب” و”كبسة قطر” و”تعليق عصام الشوالي”، إلخ.
ولما كانت تلك العين تجاه بلدهم منحسرة ومتحرجة، فقد نسوا أكبر المعاني، أو لعلهم أشاروا على استحياء لمعاني الوطنية ووحدة الأمة المغربية واستجابة شعب لملكه والبنيات التحتية الضخمة التي مرت منها حافلة المنتخب، إلخ؛ أشاروا إلى بعض هذا على استحياء، ثم انبروا للنقد في غير سياقه، ألا بئس ما صنعوا، وخير رد عليهم خروج المغاربة للشوارع تحت راية المغرب وسقف دولته، يحرجون من يستحق الإحراج ممن لا زال يحتاج دروسا في الوعي الوطني!
ويقول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة — لكن عين السخط تبدي المساويا.
تنبيه:
موقفنا من قطر هو موقف الدولة المغربية، ونكتفي في ذلك بالإشادة تحت سقف الدولة، وهذا يختلف عن بعض من أشاد بلا حدود وبلغة “النكاية”. والتزاما بموقف الدولة وإشادتها، فقد عدلنا عن توجيه أي نقد للحدث الرياضي “مونديال 2022” المقام بقطر.