تمغربيت:
يطلقون عليه المجاهد الأكبر، شيخ المجاهدين وألقاب أخرى جعلوا منها صفات للرئيس الجزائري الأسبق محمد بوخروبة الملقب بهواري بومدين. غير أن كتب التاريخ تقول كلاما آخر وتقطع بأن بومدين لم يطلق رصاصة واحدة ضد الاستعمار الفرنسي.. بل ولم تطئ أقدامه الجبال التي شهدت مقاومة الاستعمار.
ولعل جميع الكتابات تقطع بأن بومدين انقطع منذ 1958 عن إرسال السلاح والمال للداخل الجزائري (شهادة الرائد عز الدين).. ولم يسجل له التاريخ معركة واحدة ضد الفرنسيين.. وهو ما جعله شخصية مغمورة وغير ذات صيت إلى حدود سنة 1962م.. وربما ذلك ما دفع وزير الداخلية بن طوبال ووزير التسليح والمخابرات عبد الحفيظ بوصوف إلى تنصيبه على رأس القيادة العامة للجيش الجزائري في الخارج.
فرحات عباس، أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وفي كتابه “autopsie d’une guerre” يقول بأن احتلال الجزائر.. بعد مواجهات مع الجكومة المؤقتة الشرعية كانت هي الحرب الوحيدة التي خاضها بومدين وأدت إلى مقتل قرابة الألف جزائري.. وهي الحقيقة التاريخية التي تواترت الروايات الجزائرية حول حقيقتها.. فقد أبدع بومدين في اغتيال رموز الثورة وأبناء الشعب الجزائري.. كما أبدع في الخضوع للفرنسيين وخدمتهم بطرقة لم يكونوا يتصورونها إلى درجة أن الجنرال الفرنسي Brébisson قال بأن “بومدين شخصية سهلة لدرجة كنت أمسك نفسي حتى لا أطيه الأوامر”.