تمغربيت:
يذكر البروفيسور والفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي في نقده للحضارة الغربية من خلال إحدى محاضراته (في كتيب الإسلام هو الحل) بعض نتائج الحضارة الغربية على الأصعدة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية والعقدية الفلسفية.
– على الصعيد الاجتماعي يقول :
“لقد صرف للتسلح على سطح هذه الكرة الأرضية عام 1982م. مبلغ 650 مليار دولار، ولو وزع هذا المبلغ على أفراد البشرية لأصاب الفرد الواحد 4 أطنان من المتفجرات. وفي نفس تلك السنة توفي في العالم الثالث خمسون مليونا بسبب الجوع أو سوء التغذية”
ليستنتج انه “لا يمكن أن نسمي ذلك بحال من الأحوال تقدما.”
– ويضيف أن المنظومة الغربية على المستوى الاقتصادي توجهه فكرة الزيادة والنمو في الكم والإنتاج بغض النظر عن المصلحة أو الإضرار أو حتى الفناء والممات.
– أما على المستوى السياسي.. يؤكد جارودي ان العلاقات الداخلية بين( الأفراد والجماعات والطبقات )، والخارجية بين الدول.. يغلب عليها العنف ولغة المصالح.
– وعلى المستوى الثقافي، فالحضارة الغربية تتميز بفقدان المعنى والمغزى والحكمة للحياة..فالعلم فيها قائم من أجل العلم والفن من أجل الفن والاختصاص من أجل الاختصاص. لتمنحنا في النتيجة : العدمية واللا معنى وحياة من أجل لا شيء.
– واخيرا على المستوى العقدي والفلسفي أضاع الغرب معنى السيطرة العلوية الإلهية.
– فالمجتمع الغربي تناسى الجانب الإلهي العلوي المتعالي، وابتعد عن الإشارات والتعاليم الوحيانية. فتم إغفال البعد الانساني في الإنسان والجانب الإشراقي فيه.
– والمجتمع الغربي في توجهه الفلسفي والحضاري، تمحور حول الفرد واتجه بكليته إلى مركزية الفرد وتمجبد وتأليه الفردية.
* في المقابل يقدم لنا الإسلام فكرتان وركيزتان اساسيتان لبناء مجتمع إنساني يقول فيهما جارودي:
” الإسلام قدم فكرة السلطة العُلوية وقدم فكرة الجماعة والعمل لصالح المجتمع.. مقابل منظومة غربية استبعدت الجانب الإلهي واتجهت كلية لتمكين وتمجيد الفرد “
– إن دعوة الإسلام دعوة لصياغة جديدة للإنسان وإنسانية الإنسان، وصياغة مجتمعية صياغة جديدة مختلفة ومتمايزة عن التصور والصياغة المجتمعية الغربية ( بيزنطية،فارسية، رومانية أو ليبرالية )
* دقيقة للتفكير : تدفعنا للتساؤل والمقارنة والتفاكر حول المجتمعات الإنسانية متوسلين بمقاربات فلسفية وحضارية – هنا مع روجيه جارودي – ونصب اعيننا مقولة الإمام مالك كل يؤخذ من كلامه ويرد..