تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي
في إطار مشاريعها الممنهجة للسطو على كل ما هو مغربي، تناولت الأقلام المحسوبة على ثكنات بن عنكون موضوع “القفطان” وألحت تلح إصراراً على أنه تركي ولا علاقة له بالمغرب.
طبعا هو كلام مطلوق على عواهنه ولا دليل يسنده ولا منطق يدعمه. وكان على من ليس له تاريخ أن لا يخوض في أمور تتجاوز عمر دولته بقرون. هذا وقد انبرى المغاربة للرد على هرطقات إعلام “الزور” وكشف زيف ادعاءاتهم.
ومن بين هؤلاء هناك الدكتور عبد الخالق كلاب والذي “تنزَّل” تنزُّل المتواضعين ليشرح للجُهال “مغربية القفطان” بأسلوب المنطق والبحث والتحقيق والعلم الدقيق.
ومن على قناته على يوتيوب فند الدكتور الفاضل مزاعم إحدى الجزائريات بأسلوب هادئ ورزين من خلال التنبيه إلى ما يلي:
أولا، إذا كان القفطان قد وفد إلينا من تركيا، فالأحرى أن نجد له أثرا في الدول التي احتلها الأتراك احتلالا مباشرا قبل الوصول إلى حدود المغرب الشرقية. فكيف لا نرى لهذا اللباس ذكرا ولا أثرا في لبنان أو مصر أو لبيا أو تونس أو الجزائر؟؟؟ ليظهر فجأة في المغرب؟؟؟؟ فهل نزل من السماء أم هي هدية الأتراك للمغاربة دون غيرهم مع أنهم لم يعمروا في المغرب إلا شهرا يتيما تحت حكم أبي حسون الوطاسي؟؟
ثانيا، طرح الدكتور مسألة اللباس والمطبخ وذكَّر بضرورة وجود تراكمات تاريخية تنعكس على المأكل والملبس وبالتالي بناء هوية خالصة للدولة، وهي الشروط الذاتية والموضوعية التي تتوفر في االمغرب ولا تتوفر في غيره.
وإذا كانت تركيا (تأسست بدايات القرن 14م)، حسب الدكتور كُلاب، حديثة العهد بالتواجد المادي والسياسي مقارنة بالمغرب (القرن 8م)، فإن المنطق يفرض الاعتراف بأن المملكة المغربية راكمت لتفاعل حضاري يفوق الأتراك بقرون.
موقع “تمغربيت” يتوجه بالتحية إلى الدكتور عبد الخالق كُلاب ويعتبر ما يقوم به من نضال على قناته وموقعه هو جهاد جليل ودفاع مقدس عن تراث المغرب وحضارته من أجل صون مكون “تمغربيت” من عمليات الاستيلاب والسرقة التي تقودها كيانات على هامش التاريخ، وكانت إلى وقت قريب خارج إطار الجغرافيا.