تمغربيت:
تعيش مواقع التواصل الاجتماعي على وقع تصعيد وتوتر غير مسبوقين بعد أن انبرى صحفي في قناة الجزيرة إلى شن هجوم حاد على المغرب والمغاربة بإيعاز من جار السوء في قصر المرادية. حيث اعترف سيء الذكر “جمال رأيان” بتلقيه دعم مادي قوي من الجزائر لاستهداف المغرب ومحاولة تشويه صورته في العالم العربي، بالركوب على مسألة التطبيع من أجل تمرير أجندات نظام الكابرانات في الجزائر.
إن هذا النكرة لا يشكل أية قيمة إعلامية أو علمية أو فكرية، لشخصه، وإنما تكمن خطورته في انتمائه إلى مؤسسة إعلامية ضخمة لكن حولها العديد من علامات الاستفهام ويشوب خطها التحرير توجه مشبوه يهدف بالأساس خدمة أجندات قوى كبرى في المنطقة، ولا أدل على ذلك دورها التخريبي إبان ما عرف ب “الربيع العربي” ومحاولة رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.
لقد كان من الممكن تجاوز بعض التعبيرات التي قد يتم تكييفها في خانة “حرية التعبير” و”استقلالية الصحافة”، إلا أن الارتماء في أحضان نظام يناصبنا العداء ثم استهداف رموز المملكة وعلى رأسهم مؤسسة إمارة المؤمنين ثم وصح المغاربة بلفظ “الكلاب” فهذا والله دونه خرط القتاد.
إننا نعي ونعلم بأن هذا اللعين من “المخلفات الإعلامية” ومن “لقطاء الصحافة” ما كان له أن يتبنى هذا التوجه لولا أن تعبيراته وجدت هوى عند بعض من يسيرونه ويشغلونه، وقديما قالوا “من يدفع ثمن العزف هو الذي يختار اللحن”. وعلى هذا فلو أن نظام قطر كان يرى إلى المغرب بعين الاحترام والتقدير والعرفان لما أطلق يد “صحافة الصعاليك” تنهش في أمور ورموز المملكة المغربية الشريفة.
وهنا نسأل: هل تسمح قطر لقناة الجزيرة باستهداف تركيا؟ هل تسمح لها باستهداف إيران؟ وهل تسمح لها باستهداف جماعة الإخوان؟ لا لا وألف لا
فلماذا المغرب إذا؟
إن الإعلام ما هو إلا جزء من استراتيجية الدولة يساعدها على تحقيق أهدافها السياسية الكبرى، وعليها أن تتدخل دائما لتوجيهه عندما يتعارض ذلك مع مصالحها الحيوية أو يضر بها. ونحن نعتقد أن ما يقوم به “عبد الدرهم” اتجاه المغرب ليس له إلا تفسيرين لا ثالث لهما:
إما أن قطر لا تتحكم في صناعة المحتوى الإعلامي لقناة الجزيرة؟
وإما أنها جهة داخل الدولة متواطئة مع هذا المحتوى وتريد إرسالة رسائل الود إلى الجزائر على شاكلة “سارية علم الجزائر المذهبة والمرصعة باللؤلؤ” والتي أهداها أمير قطر للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قبل أيام.
فالقليل من الحياء يا قطر