تمغربيت:
يوما بعد يوم تثبت الكشوفات والأبحاث بأن الإمبراطورية الشريفة كانت دائما مهدا للحضارة والفنون والعلوم.. ويوما بعد يوم يتبين أن هذه البلدة الطيبة كانت ولاتزال جغرافيا للتطور والازدهار والمساهمة في فسيفساء الحضارة الكونية.. وهو ما تعكسه قصتنا لهذا اليوم حول أسطرلاب تازة.
في هذا الصدد، تم العثور بإيطاليا على قطعة نادرة جدا.. يعود تاريخها إلى القرن 11م .. وهذه القطعة هي عبارة عن أسطرلاب مغربي مصنوع بطريقة بديعة وعجيبة، في زمن اشتهر فيه المغرب بفن النقش على النحاس.
وتقول جامعة Cambridge حول هذه الآلة القديمة: الأسطرلاب هو أداة فلكية استخدمت في العصور القديمة؛ نوع من “الكمبيوتر المحمول”.. جعل من الممكن حساب الوقت والمسافات أو رسم مواقع النجوم.
وهناك الكثير من الكلام عن طرق انتقال هذا الأسطرلاب من المغرب إلى إيطاليا ثم إلى بريطانيا.. والثابت أنه انتقل من مدينة تازة إلى فلورنسا بإيطاليا ومنها إلى متحف تاريخ العلوم بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة. وهناك مجهودات لمجموعة من الباحثين المغاربة للبحث حول قضية “أسطرلاب تازة” وعن مساره العجيب.. ولما لا يفكر المغرب في استرجاع هذه القطعة الأثرية النادرة.
هذه العملة النادرة تؤكد بالملموس بأن الإمبراطورية الشريفة كان لها يد السبق في تطوير العلوم.. وتثمين الثقافة وتبلور الحضارة التي نطلق عليها اليوم “تمغربيت”.