تمغربيت:
قبل الحديث عن اليمين الفرنسي..
قلنا دائما بأن الجزائر كانت جزءا لا يتجرأ من السياسة الداخلية للدولة الفرنسية.. وقالها أيضا الساسة والدبلوماسيون الفرنسيون وعلى رأسهم سفير فرنسا السابق في الجزائر Xavier Driencourt.. والذي أكد بأن الجزائر كانت ولا تزال جزءا من السياسة الداخلية الفرنسية.
في هذا الصدد، تُعتبر الجالية الجزائرية في فرنسا أكبر جالية نشطة.. وتساهم بشكل كبير في رسم ملامح الخريطة السياسة في بلاد نابليون بونابارت. وذلك على الرغم من محاولة الفرنسيس الظهور بمظهر الرافض لأي تدخل في الشؤون الداخلية الفرنسية.. إلا أن النخبة السياسية هناك تسارع إلى الجزائر كلما اقترب أجل الاستحقاقات الانتخابية في فرنسا.
ويبدو أن الدولة العميقة في فرنسا تواجه أصعب اختبار لها هذه السنة، وذلك بعد الصعود الكبير لليمين الفرنسي الذي تقوده مارين لوبين.. والذي يريد فك الارتباط عن الجزائر وتحويلها إلى دولة عادية غير مرتبطة مع فرنسا باتفاقيات إيفيان. وبالمقابل يرى في المغرب حليف استراتيجي يمكن الدخول معه في شراكات قوية.. على قاعدة رابح رابح.
وأمام هذا السيناريو الكارثي، ولمواجهة الصعود الصاروخي لليمين الفرنسي.. لجأ تبون إلى عميد مسجد باريس وكذا الأئمة والخطباء ورجال الدين الجزائريين، من أجل الترويج للحزب الذي يقوده ماكرون.. والوقوف في وجه صعود حزب لوبين.
على الجانب الآخر، توجد جالية مغربية مهمة في فرنسا، والتي أصبحت تتفاعل مع القضايا الوطنية للمملكة.. وتعلم أن اليمين الفرنسي له مواقف جد إيجابية من الوحدة الترابية للمملكة. وذلك على الرغم من تخوف الجالية المغربية من بعض مواقف اليمين، خاصة فيما يتعلق بملف الهجرة.
ويرى مجموعة من المتابعين أن أصوات المغاربة في فرنسا ستذهب إلى اليمين انتصارا للمغرب ونكاية في الجزائر.. وهو ما يؤكد بأن الجالية المغربية مستعدة للتضحية بالغالي والنفيس وبرفاهيتها في فرنسا في مقابل الانتصار للحقوق التاريخية والمصالح العليا للمملكة المغربية الشريفة.